للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صالحة للحياة والأمن والاستقرار، وأن سنته المكرمة باقية أبد الدهر، فإنها نتاج دعوته للعالمين، وقد أضاءت حياتهم وأخذت بأيديهم إلى نور المعرفة وسماحة الإيمان.

ويقول:

دعنى ووصفى ايات له ظهرت ... ظهور نار القرى ليلا على علم

فالدر يزداد حسنا وهو منتظم ... وليس ينقص قدرا غير منتظم

فما تطاول امال المديح إلى ... ما فيه من كرم الاخلاق والشيم «١»

ايات حق من الرحمن محدثة ... قديمة صفة الموصوف بالقدم «٢»

فيتبين أن القران الكريم عندما نزلت آياته هدى للناس ورحمة كانت ظاهرة وواضحة جلية ولا مجال لانكارها تماما كالنار التي يشاهدها الساري ليلا.

والقران الكريم في مجمله دستور منظم للحياة الإنسانية وللبشرية، ويحوي الكثير من القيم والمباديء السامية التي تهدف إلى إصلاح الأمم وكل اية من آياته تعتبر معجزة تفوق إدراك الإنسان، وهذه الايات نظمت بوحي من الله فأصبحت كالعقد المنتظم الذي يزين صدور المؤمنين.

فيؤكد الإمام البوصيري أن ايات القران الكريم عندما نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كانت نورا يهدي التائهين في الحياة وللحياري في دروب الكفر وحانات العصيان مثلها كالنار التي كان يوقدها كرام العرب على قمم الجبال ليهتدي بها كل ضال في متاهات الصحراء، وخلاصة القول أن الإمام البوصيري يقول:

إن دعوة محمد عليه الصلاة والسلام كانت كالنور يضيء الحياة بعد الظلام ويأخذ بأيدي التائهين إلى بر الأمان وأن المرء ليقف أمامه عاجزا عن مدحه لما فيه من حكم وبيان وهدى للنفس فتسمو به إلى أعلى مرتبة من مراتب الإيمان وأن ايات


(١) فما تطاول: فما امتداد أي كيف يمتد بالمادح أمله إلى وصف اي القران وما فيها من الحكم الرائعة وأصل جملة تطاول إلى كذا أي طلب الوصول إليه.
(٢) محدثة: أنزلها الله حديثا.

<<  <   >  >>