للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القران الكريم قديمة لأنها من كلام الله عز وجل وكانت مدونة في اللوح المحفوظ ثم نزلت متفرقة على النبي عليه الصلاة والسلام ليرشد الناس إلى حقيقة الإيمان بالله عز وجل.

ويقول الشاعر الإمام:

لم تقترن بزمان وهى تخبرنا ... عن المعاد وعن عاد وعن ارم «١»

دامت لدينا ففاقت كل معجزة ... من النبيين إذ جاءت ولم تدم

محكمات فما تبقين من شبه ... لذى شقاق وما تبغين من حكم «٢»

ما حوربت قط الا عاد من حرب ... اعدى الاعادى اليها ملقى السلم «٣»

ردت بلاغتها دعوى معرضها ... رد الغيور يد الجاني عن الحرم «٤»

فحينما حدثنا القران عن عاد وثمود وارم ذات العماد كان يطوف بنا في دهاليز التاريخ القديم ويقص علينا أحسن القصص ويثبت لنا أنه ايات حق من الرحمن وحجة لنبيه على المنكرين، وأن هذا القران لم يقترن بزمن محدد، وإنما هو شامل لكل عصر ووقت ومعجزة القرون وستظل باقية حتى قيام الساعة (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) . ألم ييأس الذين كفروا من التحدي لهذه المعجزة والإرادة النافذة؟ هل نسوا أنهم كسائر الخلق لا يصمدون للتحدي ولا يقدرون عليه؟

ألم يفكروا بأن كلام الله وكتابه ووحيه إلى نبيه أشرف الرسل وخاتمهم؟

مادام الأمر كذلك فهذا الكتاب لم ينزل ليحدث العرب عما في زمن النبي فحسب وإلا كان محمد صلّى الله عليه وسلّم قد أرسل لأهل الجزيرة فقط كغيره من الأنبياء وإنما هو قد أرسل للناس كافة ولن يأتي رسول بعده فهو وهذا الكتاب اخر تعليمات من


(١) ارم: هو والد عاد الأولى أو الأخيرة.
(٢) محكمات: أي يحتكم إليها في المنازعات وذلك بنص القران، بتغين: تطلبين. الحكم: القاضى.
(٣) الحرب: بفتح الراء اشتداد الغضب.
(٤) معارضها: الذي يحاول الاتيان بمثلها، الحرم: بضم الحاء والراء معناه هنا ما يحميه الرجل ويقاتل دون جمع حريم وهو أهل الرجل أي زوجته وأولاده.

<<  <   >  >>