فها هو البوصيري يمدح الرسول صلّى الله عليه وسلّم فهو خير إنسان ظهر على وجه الأرض، وخير إنسان سعى إليه الناس مشيا على الأقدام أو ركوبا على ظهور النياق.
ثم يتحدث عن معجزة أخرى من معجزات الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعد القران فيتعرض لذكر الإسراء والمعراج، وتدور أبيات القصيدة حول ليلة الإسراء والمعراج وكيف بدأت رحلته من مكة إلى المسجد الأقصى، ومن المسجد الأقصى إلى السموات العلا ثم الوصول إلى سدرة المنتهى، ولقاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم بربه وفرض الصلوات الخمس عليه وعلى أمته ثم العودة إلى مكة والتحدث بما رأى خلال هذه الرحلة التي لم تستغرق سوى ليلة واحدة مع ما قدم من وصف دقيق وصحيح في وضوح وتفصيل أذهل عقول المشركين وحير أفكارهم، والمقصود بالتفصيل أنه بين عظمة هذه المعجزة وهي نعمة نالها الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم ولم ينلها قبله بشر ولن ينالها من بعده إنسان، فقد اسرى به من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس في فلسطين وكأنه في عصرنا هذا يركب طائرة أو صاروخا أسرع من الصوت ثم يعرج به إلى السموات العلا حيث لم يحدث هذا من قبل لأي إنسان حتى في الأساطير، وليس هذا فقط وإنما يصعد إلى سدرة المنتهى، ويكون أقرب إلى العرش العظيم، وهي غاية لم يدركها ولن تخطر على قلب بشر، ويصور رحلة الرسول عليه الصلاة والسلام تصويرا صوفيا تجلى من خلاله وجده وشوقه فيقول:
بأن جميع الأنبياء والرسل بكافة طبقاتهم قد قدموك يا رسول الله عليهم وأنت تقودهم مخترقا السموات السبع قائدا لهم في موكب لا يمكن وصفه حتى إذا وصل كل نبي عند موضع رتبته وصلت أنت إلى مكانة لم يدع إليها سابق لك ولن يدعى إليها لا حق بك حتى إنك وأنت على رأسهم أصبحت المفرد العلم.