للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها نونية ابن زيدون:

يا نائح الطلح أشباه عوادينا ... نشجى لواديك أو نأسى لوادينا

ويلاحظ أن نونية ابن زيدون كلها لوعة وحرقة وشكوى من البين والأعداء والزمن معاتبا ولاده.

أما شوقي فاستهل قصيدته بمناجاة طائر حزين يرسل شجواه بوادي الطلح وكأنه يعبر عن حزنه ولوعته مسترسلا في مناجاته رغم أحزانه وفراقه لوطنه.

ووقف خاشعا أمام المتنبي وشعره وأشاد بكثير من الشعراء مثل: أبي فراس وأبي العلاء، وأبي العتاهية، والعباس بن الأحنف، والبهاء زهير، والبحتري.

وقد عارض شوقي طائفة من فحول شعراء العرب ومنهم البوصيري في قصيدته المشهورة (البردة النبوية) فقد عارضه شوقي بقصيدته (نهج البردة) ، وقد جاراه شوقي مستلهما نفس العناصر الفكرية التي صورها من حيث الغزل الصوفي وبيان حبه للرسول صلّى الله عليه وسلّم ثم تحذيره النفس من غرور الدنيا.

وتتسع دائرة الثقافة والابداع عند شوقي حيث تعامل مع التراث القديم بنظرة شاملة تواحد ما بين الشرق والغرب وما بين المحافظة والتجديد في ان واحد، وقرأ شوقي الأدب الانجليزي وتأثر بمسرحيات شكسبير، كما يظهر من خلال مسرحيته (مصرع كليوباترا) ، كما تأثر بالثقافة الأوربية واختلف إلى مسارح الغرب ورأى أمام عينيه حركات التجديد الشعرية وقد أخذ بحركات التجديد التي سادت في مطلع القرن العشرين وقرأ أشعار المجددين وحاول أن يسير على إثرهم كما فعل في الأدب العربي ورأى في الأفق الغربي عالما اخر لا بد من الإفادة منه، فأخذ يقلد خرافات لا فونتين وغيره، ويعتبر شوقي رائدا للمسرح الشعري في العالم العربي إذ إنه أول من كتب المسرحية الشعرية مسرحية (مجنون ليلى) ثم ست مسرحيات أخرى.

ولمعرفة شوقي على الصعيد الثقافي نجد أنه قد عاصر مرحلتين مهمتين في تاريخنا الأدبي هما مرحلة الأحياء ومرحلة التجديد.

<<  <   >  >>