في المرحلة الأولى: مرحلة إحياء التراث القديم فقد حاول تطوير فنه داخل الشكل القديم وبخاصة في المقدمة الغزلية أو الخمرية أو المدح متأثرا بسلفه العظيم محمود سامي البارودي في شعر الوصف ثم شعر الوجدان والشعر الوطني.
أما في المرحلة الثانية: التي عاصرها شوقي فهي معاصرته لمدرسة التجديد الرومانسية التي تنسق رؤيتها الأدبية مع الفلسفة الاجتماعية والفكرية للطبقة المثقفة الجديدة التي استمدت ثقافتها من أوربا فما الفن- في مفهومها- إلا تعبير عن الذات سواء أكان هذا التعبير تغنيا بالامال الفردية أو بكاء عليها أو هروبا من ضغوط المجتمع إلى رحابة الطبيعية، وهذه المدرسة دخلت عالم الشعر بثقافة جديدة تستمد جذورها من الأدب الأوربي ويفهم جديد مغاير لماهية الشعر القديم ووظيفته.
وننتهي من هذا كله إلى أن شوقي عاصر مدرستين أدبيتين، وأنه لم ينتم لمدرسة معينة منهما فلا هو كلاسيكي ولا رومانسي، ولكنه استطاع أن يعبر الحدود، ويحطم القيود، وشخص ببصره في كل شيء فاستطاع أن يكتب في كافة أغراض الشعر قديمه وحديثه، بل أضاف إلى استخدامات الشعر استخدام المسرح الشعري من مأساة وملهاة.
وكان شوقي بقصائده الإسلامية حربا على أعداء الإسلام، التي أشاد بالإسلام فيها ومجده، وأثبت بها إيمانه العميق بقدسية وجلال هذا الدين الحنيف، فقد كان رحمه الله قارئا للقران الكريم والأحاديث النبوية، وكان عميق الإيمان، لم يذكر اسم الله مجردا قط بل كان يتبعه بقوله: سبحانه وتعالى ولم يذكر اسم النبي إلا وقال صلّى الله عليه وسلّم، وإذا رأى جنازة مارة أمامه وقف خاشعا معظما لها، رافعا سبابته بالتشهد، طالبا الرحمة داعيا بحسن المقام في الاخرة. وكان سمحا ضحوكا خفيف الروح، يحب الخلوة إلى نفسه، وكان يكره الموت أو التحدث عنه، متواضعا، لم يتعال على إنسان مهما صغر شأنه، وفي أيامه الأخيرة وبالتحديد في السنتين الأخيرتين من عمره تغيرت عادات شوقي، فامتنع عن كل