للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاهتمام من الناس والانتشار فإن البردة نالت الخلود والشهرة في العالم الإسلامي واحتلت مكانة أدبية فريدة في الأدب العربي وفي الاداب العالمية فترجمت إلى عدة لغات كالفرنسية والألمانية والانجليزية بالاضافة إلى معرفة الفئات المسلمة لها في الهند وباكستان وإيران وغيرها، وتأثر الكثير من شعراء هذه الدول بقصيدة البردة والشعر الصوفي وبخاصة الشاعر محمد اقبال حيث نجد في قصائده الأولى تأثير الصوفية إذ يقول:

قد كان هذا الكون قبل وجودنا ... روضا وازهارا بغير شميم

والورد في الأكمام مجهول الشذى ... لا يرتجى ورد بغير نسيم

بل كانت الأيام قبل وجودنا ... ليلا لظالمها وللمظلوم

لما أطل محمد زكت الربا ... واخضر في البستان كل هشيم

واذاعت الفردوس مكنون الشذى ... فاذا الورى في نضرة ونعيم «١»

ويعتبر الشعراء المداحون لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن البردة كالدستور للشعر والشعراء فقد نسج على منوالها كثير من الشعراء وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه جديد في مدح خير البرية محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام إلا أنه لم يكن بالصورة التي كانت عليها بردة البوصيري وقد سارع كثير من الأدباء والنقاد إلى شرح البردة، كما لقيت هذه القصيدة من الاهتمام والدراسة والبحث والمقارنة والمعارضة والتنقيب في أغوارها للوصول إلى نفسية وروحانية الشاعر الشيء الكثير.

وقد تأثر بهذه الروحانية كثير من الشعراء مثل أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته «نهج البردة» ، كما حاول محمود سامي البارودي معارضة البوصيري في أربعمائة وسبعة وأربعين بيتا يقول في مطلعها:

يا رائد البرق يمم دارة العلم ... واحد الغمام إلى حي بذى سلم

في بلدة مثل جوف العير لست أرى ... فيها سوى أمم تعنو إلى الصنم «٢»


(١) ديوان محمد إقبال.
(٢) ديوان محمود سامي البارودي.

<<  <   >  >>