الإسم، وسلبوا أعظم أسباب القوة وهي الاعتزاز بكتاب ربهم وهدى نبيهم صلى الله عليه وسلم (١).
ترى أين هم من موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي روى الحاكم من طريق بن شهاب:"خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَأَتَوْا عَلَى مَخَاضَةٍ وَعُمَرُ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا وَخَلَعَ خُفَّيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فَخَاضَ بِهَا الْمَخَاضَةَ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا، تَخْلَعُ خُفَّيْكَ وَتَضَعُهُمَا عَلَى عَاتِقِكَ، وَتَأْخُذُ بِزِمَامِ نَاقَتِكَ، وَتَخُوضُ بِهَا الْمَخَاضَةَ؟ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ اسْتَشْرَفُوكَ، فَقَالَ عُمَرُ:«أَوَّهْ لَمْ يَقُلْ ذَا غَيْرُكَ أَبَا عُبَيْدَةَ جَعَلْتُهُ نَكَالًا لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ».
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال الألباني: وهو كما قالا.
وفي رواية للحاكم: "يا أمير المؤمنين، تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على حالك هذه؟ فقال عمر. إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلق نبتغي العز بغيره".
(١) وهم يستحسنون القبائح إذا فعلها الأوروبيون وأذنابهم من أهل الفن مثلا، ويستقبحون المحاسن إذا استقبحها الأوروبيون الكفرة، وقد بلغ ولوعهم بسمت الكفار، أنهم يحرصون على ارتداء الزي الأوروبي ويتجشمون المشاق للمحافظة على هذه السنة، حينا يعقدون رباط العنق، أو يرتدون السروال الضيق المؤذي، أو يلتزمون هذا الزي في وقت الحر الشديد في المناسبات والوظائف الرسمية اقتداء بهدى الكفار، ومن مظاهر هذا الافتتان ما قاله بعضهم ناصحا شخصا كتب رسالة في تحريم حلق اللحية وانتهج فيها منهج بيان الأدلة الشرعية بأنه لو سلك في رسالته هذه طريقة غير هذه الطريقة لكان ذلك أولى وأجدر أن يعمل بمقتضاها، وذكر أن هذه الطريقة المثلى هي أن يذكر أن العالم الأوربي الذي يعرف بكذا كان يعفي لحيته، وأن الدكتور كذا كان يستحسن إعفاء اللحية. فانظر رحمك الله؛ هل هذه العقول المنتكسة يمكن التعويل عليها في إصلاح دين أو دنيا.