للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الرضوي: "وبعد أعوام صادف مجيئي إلى القاهرة في شهر رمضان المبارك فطرقت دار الأستاذ صباحاً فرحب بي كثيرا على عادته وأدخلني غرفة الاستراحة ولما أردت الانصراف قال: أرغب أن تحضر هذه الليلة الإفطار عندنا فلبيت الطلب وقصدت داره العامرة وصادف دخولي داره وقت المغرب ولما دخلت سلمت وجلست في الغرفة المعدة للضيوف فحياني سيادته وغاب عني دقائق ثم عاد وبيده صحن صغير فيه تمر محشو باللوز فتناول سيادته واحدة وضعها في فيه وتناول ثانية بيده وقدمها لي وقال: تفضل فأخذتها من يده وتركتها أمامي على المنضدة فقال: أفطر لماذا لا تفطر؟ قلت: قال الله تعالى: ثم أتموا الصيام إلى الليل. (البقرة: ١٨٧) . فهل يقال لهذا الوقت ليل؟ فأجاب: لا قلت: إذن كيف نفطر؟ ثم قلت: انظر يا أستاذ إلى هذه الحمرة المشرقية ظاهرة ونحن الشيعة الإمامية لا نفطر في هذا الوقت بل نتأمل دقائق وننتظر حتى تغيب هذه الحمرة لأن وجودها يدل على عدم غياب قرص الشمس فإن زالت الحمرة هذه جاز لنا الإفطار ونحن نأسف لإخواننا السنيين ... فأجاب سيادته قائلاً: أما أنا فمن الآن معكم.. الخ.

قلت: إن وقت صلاة المغرب وإفطار الصائم هو حين تغيب الشمس وقد وردت أحاديث صحيحة من طرق أهل السنة تفيد ذلك فما قام به مضيف الرضوي هو الصحيح ولكنه لم يصمد أمام الشيعي وذلك بسبب جهله إن صح نقل الرضوي وقد ورد من طرق الشيعة ما يصحح الوقت الذي يفطر فيه أهل السنة وتحين فيه صلاة المغرب عندهم فقد روى الشيخ محمد بن علي بن بابوية القمي الملقب بالصدوق في كتابه المعتمد عند الشيعة فقيه من لا يحضره الفقيه (?١ ?١٤٢ ? دار الكتب الإسلامية طهران / إيران) عن الصادق قال: "إذا غابت الشمس فقد حل الإفطار

<<  <   >  >>