وهم يدخلون في سلك سلاطين أهل السنة لدفع الضرر عن أبناء جلدتهم وبغرض التشفي منهم هذا ما يحثهم عليه مذهبهم فيروي العاملي في وسائل الشيعة (١٢/١٣٧) عن أبي الحسن علي بن محمد أن محمد بن علي بن عيسى كتب إليه يسأله عن العمل لبني العباس وأخذ ما يتمكن من اموالهم هل فيه رخصة؟ فقال: ما كان المدخل فيه بالجبر والقهر فالله قابل العذر وما خلاف ذلك فمكروه ولا محالة قليلة خير من كثيرة وما يكفر به ما يلزمه من يرزقه بسبب وعلى يديه ما يسرك فينا وفي موالينا قال: فكتبت إليه في جواب ذلك أعلمه أن مذهبي في الدخول في أمرهم وجود السبيل إلى إدخال المكروه على عدو انبساط اليد في التشفي منهم بشيء أتقرب به إليهم فأجاب: من فعل ذلك فليس مدخله في العمل حراما بل أجرا وثوابا".
أقول: فلاحظ كيف أن هذا الشيعي لما اخبر الأمام بأن غرضه من الدخول في سلك بني العباس هو إدخال المكروه عليهم والتشفي منهم أجابه الإمام بأن في هذا أجرا وثوابا.
وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة (١٢/١٣١) عن صفوان بن مهران الجمال قال: دخلت على أبي الحسن الأول فقال لي: يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحد قلت: جعلت فداك أي شيء؟ قال: إكراؤك جمالك من هذا الرجل يعني هارون قال: والله ما اكريته اشراً ولا بطراً ولا للصيد ولا للهو ولكني أكريته لهذا الطريق يعني طريق مكة ولا أتولاه بنفسي ولكن أبعث معه غلماني فقال لي يا صفوان أيقع كراؤك عليهم؟ قلت: نعم جعلت فداك قال: فقال لي أتحب بقاءهم حتى لا يخرج