للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عقائدهم وأخلاقياتهم وسلوكياتهم مع أهل السنة من حيث إباحة دمائهم وأموالهم، وسبهم، ولعنهم، وقذفهم، وخداعهم، واستعمال التقية معهم مبينا أن هذا كله متفرع عن تكفيرهم وإخراجهم عن الملة والحكم بخلودهم في النار بسبب إيمانهم بخلافة الخلفاء الراشدين وعدم موافقتهم في اعتقادهم إمامة أئمتهم الاثني عشر، والإمامة عندهم أهم أركان أصول الدين فلا إيمان لمن لا يعرف الأئمة الإثني عشر، ولا إيمان لمن لم يؤمن بهم وبحقوقهم، والإمامة عندهم منصب إلهي يختار الله له من خلقه من يشاء كاختياره واصطفائه من خلقه للنبوة والرسالة.

فالإمامة استمرار للنبوة ولطف من الله فلا بد من وجود إمام في كل عصر يخلف النبي في وظائفه ومهامه العظيمة، والأئمة حجج الله على خلقه ولهم ما للأنبياء من حق التشريع، وهم معصومون من جميع الرذائل الظاهرة والباطنة ومن كل سهو وخطأ ونسيان وجهل منذ طفولتهم وحتى موتهم، ويمتازون بصفات وخصائص ميزهم الله تعالى بهم وخصهم بها دون غيرهم.

ولقد غلوا فيهم غلواً عظيماً حتى وصفوهم بصفات الألوهية والربوبية من حيث تصرفهم في الأكوان وطاعة الأشياء والجمادات والبهائم لهم، وأن خزائن الأرض ومفاتيحها بأيديهم، وإحاطتهم بكل شيء ومعرفتهم بكل ما ظهر وبطن، وعلمهم بخافية الصور وخائنة الأعين وغير ذلك من الأحوال وصفات وقدرات في الحياة الدنيا، ثم زادوا فآمنوا بأنهم يُدخلون الجنة من شاؤا من أتباعهم وشيعتهم، ويدخلون النار من شاءوا من أعدائهم من أهل السنة.

<<  <   >  >>