ولهما عن زيد بن خالد قال: صلى لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال:"أتدرون ماذا قال ربكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:"قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب"(١) .
ولهما من حديث ابن عباس بمعناه وفيه: قال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية:{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} إلى قوله: {تُكَذِّبُونَ} .
ــ
ترجمة زيد بن خالد: هو الجهني المدني صحابيّ مشهور.
صلى لنا: أي: صلى بنا، فاللام بمعنى الباء.
الحديبية: قريةٌ سميت ببئر هناك على مرحلة من مكة، تسمى الآن الشميسي.
إثر: بكسر الهمزة ما يعقب الشيء.
سماءٌ: مطرٌ سمي بذلك؛ لأنه ينزل من السماء وهي كل ما ارتفع.