هؤلاء السبعين بأي عمل نالوا هذه الدرجة؟ فإنهم لم ينالوها إلا بعمل فما هو؟
فأخبروه: أي ذكروا للنبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اختلافهم في المراد بهؤلاء السبعين.
لا يسترقون: لا يطلبون من يرقيهم استغناء عن الناس.
ولا يكتوون: لا يسألون غيرهم أن يكويهم بالنار.
ولا يتطيرون: لا يتشاءمون بالطيور ونحوها.
وعلى ربهم يتوكلون: يعتمدون في جميع أمورهم عليه لا على غيره ويفوّضون أمورهم إليه.
سبقك بها عكّاشة: أي إلى إحراز هذه الصفات أو سبقك بالسؤال.
المعنى الإجمالي للحديث: يصف لنا حصين بن عبد الرحمن حواراً دار في مجلس سعيد بن جبير بمناسبة انقضاض كوكب في الليل، فأخبرهم حصينٌ أنه شاهد انقضاضه لأنه لم يكن حينذاك نائماً، إلا أنه خاف أن يظن الحاضرون أنه ما رأى النجم إلا لأنه يصلي، فأراد أن يدفع عن نفسه إيهام تعبّدٍ لم يفعله كعادة السلف في حرصهم على الإخلاص، فأخبر بالسبب الحقيقي ليقَظَته وأنه بسبب إصابة حصلت له، فانتقل البحث إلى السؤال عما صنع حيال تلك الإصابة، فأخبر أنه عالجها بالرقية، فسأله سعيدٌ عن دليله الشرعي على ما صنع، فذكر له الحديث الوارد عن الرسول –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في جواز الرقية، فصوَّبه في عمله بالدليل.
ثم ذكر له حالةً أحسن مما فعل، وهي الترقي إلى كمال التوحيد بترك الأمور المكروهة مع الحاجة إليها، توكلاً على الله كحالة السبعين