للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد يطرأ على الرتبة غير المحفوظة من دواعي أمن اللبس ما يدعو إلى حفظها, كما أشرنا إلى ذلك بمثالين هما: ضرب موسى عيسى, وأخي صديقي, وقد يطرأ عليها من ذلك ما يحتّم عكسها, كالذي نراه من لزوم الخبر على المبتدأ أحيانًا, وفي ذلك يقول ابن مالك:

ونحو عندي درهم ولي طر ... ملتزم فيه تقدم الخبر

كذا إذا عاد عليه مضمر ... مما به عنه مبنيًّا يخبر

كذا إذا يستوجب التصديرا ... كأين من علمته نصيرا

وخبر المحصور قدم أبدًا ... كمالنا إلّا اتباع أحمدا

ويتضح مما تقدَّم ما يأتي:

١- إن الرتبة قرينة لفظية, وعلاقة بين جزءين مرتبين من أجزاء السياق يدل موقع كل منهما من الآخر على معناه.

٢- إن الرتبة أكثر ورودًا مع المبنيات أكثر اطرادًا منه مع غيرها.

٣- إن الرتبة بكونها قرينة لفظية تخضع لمطالب أمن اللبس, وقد يؤدي ذلك إلى أن تنعكس الرتبة بين الجزءين المرتبين بها, ويكون ذلك أيضًا إذا كانت الرتبة وعكسها مناط معنيين يتوقف أحدهما على الرتبة, والآخر على عكسها نحو:

ما أمر جاء بك وأمر ما جاء بك.

هذا الفارس "شجاع مثلًا" والفارس هذا.

رضى أخي "مطلوب مثلًا" وأخي رضى "يحبني مثلًا".

قام زيد وزيد قام.

أو زيد قائم وأزيد قائم.

أعرف كيف حدث هذا "كيف مفعول به", وأعرف هذا كيف حدث "كيف بدل".

السلام عليكم "تحية" وعليكم السلام "رد التحية".

<<  <   >  >>