بين حدثين. وقد سبق أن عرفنا كيف تبلغ هذه الظروف غاية أهميتها في تخصيص أزمنة الصفات والمصادر بصفة خاصة, كما أنها تبلغ مستوى أعلى من الأهمية في استعمالات العناوين الصحفية المعاصرة؛ حيث يستعمل المضارع للدلالة على الماضي والحال والاستقبال, ولا يتعين واحد من هذه إلّا بواسطة قرينة حالية؛ كعلم القارئ بالحدث قبل قراءة الصحيفة بالاستماع إليه في الإذاعة, أو قرينة لفظية هي الظرف الذي يعين زمن المضارع المستعمل. انظر مثلًا في نماذج العناوين الآتية:
١- طائراتنا تقصف مواقع العدو. "لا ذكر للظرف اتكالًا على انتشار النبأ بالإذاعة".
٢- طائراتنا تقصف مواقع العدو أمس.
٣- الرئيس يتفقد اليوم مواقع العمل في السد العالي.
٤- المجلس الوطني الفلسطيني ينعقد غدًا بالقاهرة.
تلك هي الجهات -أي: القرائن المعنية- للزمن, وقد رأينا من بين هذه القرائن ما هو حالي وما هو مقالي.
وهناك جهات أخرى لتخصيص معنى الحدث بخصوصه, أو قد تكون لتقييد إسناد الحدث إلى المسند إليه, فالجهات التي تفيد تخصيص معنى الحدث دون نظر إلى إسناده يتمّ التعبير عنها بواسطة عناصر صرفية في المبنى؛ كالتضعيف لإفادة المبالغة في مثل كسَّر, وكالتكرار لإفادة معناه في نحو: زلزل ودمدم وهدهد.
ونستطيع فيما يلي أن نورد طائفة من هذه التعبيرات عن الجهة: