يقول السيوطي١: "قال ابن دريد في الجمهرة: اعلم أن الحروف إذا تقاربت مخارجها كانت أثقل على اللسان منها إذا تباعدت؛ لأنك إذا استعملت اللسان في حروف الحلق دون حروف الفم ودون حروف الزلاقة كلَّفته جرسًا واحدًا وحركات مختلفة, ألا ترى أنك لو ألَّفت بين الهمزة والهاء والحاء فأمكن لوجدت الهمزة تتحول هاء في بعض اللغات لقربها منها, نحو قولهم: في أم والله "هم والله", وقالوا في أراق:"هراق", ولوجدت الهاء في بعض الألسنة تتحوّل, وإذا تباعدت مخارج الحروف حسن التأليف.
قال: واعلم أنه لا يكاد يجيء في الكلام ثلاثة أحرف من جنس واحد في كلمة واحدة لصعوبة ذلك على ألسنتهم".
ويروي الشيخ السيوطي عن الشيخ بهاء الدين صاحب عروس الأفراح أن رتَبَ الفصاحة متفاوتة, فإن الكلمة تَخِفّ وتثقل بحسب الانتقال من حرف إلى حرف لا يلائمه قربًا أو بعدًا, فإذا كانت الكلمة ثلاثية فتراكيبها اثنا عشر:
١- الانحدار من المخرج الأعلى إلى الأوسط إلى الأدنى نحو: ع د ب.
٢- الانتقال من الأعلى إلى الأدنى إلى الأوسط نحو: ع ر د.