للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جـ- الإدغام في حروف طرف اللسان والثنايا -كالدال بعد الطاء, والثاء بعد التاء, والضاد بعد التاء.

د- الحرف الذي يضارع به حرف من موضعه أو من غير موضعه كالدال بعد الصاد أو الشين أو الجيم.

هـ- قلب السين صادًا في بعض اللغات لوجود القاف بعدها في كلمة واحدة.

و الشاذّ الذي خفَّفوه على ألسنتهم وليس بمطَّرد.

وفيما يلي بيان كل نوع على حدة:

أ- المثلان:

وضع سيبويه لإدغام المثلين عللًا وأصولًا ترجع في النهاية إلى ما أطلقنا عليه ظاهرة "كراهية التقاء الأضداد والأمثال" التي تسيطر على الذوق العربي في الصوغ السياقي, والأصل الذي يرجع إليه سيبويه في ذلك ما عبَّر عنه بقوله: "كلما توالت الحركات أكثر كان الإدغام أحسن", فاللغة العربية تكره توالي المتحركات في الكلام وتأباه في الكلمة الواحدة إذا زادت المتحركات على أربعة حروف, ويتضح هذا حين نعرب كلمة "ضربتُ" حيث نقول: إن الفعل هنا مبني على السكون منعًا لتوالي أربعة متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة. ولكن اللغة على أية حال اغتفرت توالي أربعة متحركات في حالات قليلة منها لفظ "عُلَبِط" قال سيبويه: "ولا يكون ذلك في غير المحذوف", وربما قصد بهذه العبارة أن توالي المتحركات الأربعة ربما أنبأ عن ساكن محذوف, وربما كانت هذه الكلمة في الأصل "علابط" فحذفت منها الألف. وواضح أن القول بأن توسُّط الألف بين اللام والباء هو اعتراض ساكن بين متحركين, بمعنى أن الألف "ساكنة" يحمل في طيه إما جرثومة فكرة عروضية حيث يمكن تمثيل الألف والمتحرك الذي قبلها بالزمر "-٥", وإما فكرة منطقية تقضي بأن الألف هنا ما دامت لا يمكن أن تصفها بالحركة فلا بُدَّ أن تكون ساكنة, والنتيجة في كلتا الحالتين أن توسُّط الألف

<<  <   >  >>