بين اللام والباء في علابط يجعل الأمر مختلفًا والكلمة مقبولة، أما من وجهة نظرنا: فالألف "حركة طويلة", والحركة لا توصف بالحركة ولا بالسكون.
وهنا يصف سيبويه أربعة أنساق من الحروف المتحركة يمكننا أن نمثلها على طريقة رموز العروضيين بأن نجعل الحرف المتحرّك على صورة "-" والساكن على صورة "٥" فنرمز إليها كما يأتي, والإدغام هنا للمثلين:
أولًا: "-----= --٥--"
حيث توالت حروف خمسة متحركة أدغم ثالثها في رابعها, وهذه أحسن حالات الإدغام, ومن أمثلتها جَعَلَ لَكَ = جَعَلْ لكَ, وفَعَلَ لَبيد = فَعَلْ لَبيد, والبيان أي: التحريك في ذلك عربي جيد وحجازي كما يزعم سيبويه.
ثانيًا: "----٥ = -٥-٥"
سبق أن المثلين بمتحرك واحد فقط, وتلى الثاني بساكنٍ فأصبح الإدغام حسنًا, وذلك مثل: يَدُ دَاوُدَ = يدْ دَاوُدَ
ثالثًا: "مد - - = مد ٥ -"
التقى المثلان المتحركان وقبل أولهما حرف مد, فأصبح الإدغام حسنًا والبيان أحسن, ويعلل سيبويه ذلك بأن حرف المد عند اعتبار الإدغام يكون بمنزلة المتحرك, وذلك نحو: المالُ لَكَ = المالْ لَكَ, ومثله: أتحاجوني - ولا الضالين - راد - تظلميني, ويظهر أن الواو والياء اللينتين المشكلتين بالسكون تعاملان في هذه الحالة معاملة واو المد ويائه على نحو ما في الأمثلة التي أوردها سيبويه, إلّا إذا كانت مدغمة فهما بعدها نحو: وليُّ يَزيد = وليْ يزيد, وعدو وكيد = عدو وكيد, ولذلك تسري القاعدة نفسها على أُصَيْم تصغير أصم, ودويبة تصغير دابة, وثوب بكر= ثوبْ بكر, أما الياء والواو المتحركتان فتعاملان معاملة الحروف الصحاح.
رابعًا: "٥- - = ٥ اختلاس-"
فإذا سبق المثلان المتحركان بساكن, ففي الإخفاء باختلاس حركة المتحرك الأول وليس فيه الإدغام بسكون ما قبله, وذلك نحو: ابنُ نُوح