واسمُ موسى, ودلوْ واقد, وظبي ياسر, وولي يزيد, وعدوّ وليد. ويدلل سيبويه بعد ذلك على إخفاء المتحرك الأول من هذين المثلين بأمثلة تتصل بالبند "ثالثًا" السابق منها.
وإني بما قد كلفتني عشيرتي ... من الذب عن أعراضها لحقيق
وقول غيلان بن حريث:
وامتاح مني حلبات الهاجم ... شأو مدلّ سابق اللهامم
وقال أيضًا:
وغير سفع مُثّل يحامم
فالأمر في هذه الشواهد أمر إخفاء لا إسكان ولا إدغام؛ لأنه لو سكَّن وأدغم لانكسر الشعر, ولكن الشاهد الأول لو ورد تركيبه في النثر لجاز فيه الإدغام بحسب قاعدة البند "ثالثًا", ولا يجوز في النثر الإدغام في اللهامم والقرادد واليحامم؛ لأن لام ميزانها الصرفي تتكرر في المفرد, ومن ثَمَّ يلزم تكرارها في الجمع بخلاف الهوام؛ لأن ميميها ليستا لامين في الميزان الصرفي.
خامسًا: "- ُووَ" وكذلك "- يِ يَ"
لا إدغام في هذه الحالة نحو: ادعوا واقدًا, واظلمي ياسرًا, فيترك المد على حاله في الانفصال.
سادسًا: "-يْ يَ" وكذلك "-وْ وَ"
فيه الإدغام نحو: اخشى ياسرًا, واخشوا واقدًا؛ لأن الباء والواو هنا ليستا حرفي مد.
سابعًا: "نحو: اقتتلوا ويقتتلان"
فيه الإظهار والإخفاء ولا إدغام إلّا عند بعض العرب الذين يقولون: قتلوا يقتلون ومنه: {تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُون} أو يقولون: قتَّلوا.
هذا ما يرويه سيبويه من إدغام الحرفين اللذين تضع لسانك لهما موضعًا واحدًا لا يزول عنه, وواضح هنا من الأمثلة والشواهد التي جاء بها سيبويه