للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- الأدلة العقلية:

١- لم يكتف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمجيء ماعز مقرًا بما ارتكبه، ولكنه استفهمه وراجعه، إلى الحد الذي وصل استفهامه إياه إلى نطق -صلى الله عليه وسلم- بكلمة ما كان لينطق بها، لولا ما في الموقف من ضرورة التأكد، وإزالة الشك باليقين، ولم تسمع منه -صلى الله عليه وسلم- تلك الكلمة، إلا في هذا الموطن الذي لم يكتف فيه، إلا بما يصور الواقعة تصويرًا حسيًا١.

٢ جيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلص، وقد اعترف بجريمته لكنه لم يوجد معه المتاع الذي سرق، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- للص المعترف: "ما أخالك سرقت، فقال: بلى يا رسول الله، فأعادها عليه الصلاة والسلام مرتنين أو ثلاثًا" ٢.

فما فائدة سؤال اللص والاستفسار منه، وإعادة ذلك عليه مرتين أو ثلاثًا؟ إن لم يكن في ذلك فائدة، فهو لغو "والرسول -صلى الله عليه وسلم- حاشاه أن يقول لغوا".

٣ يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ٣ هذه هي علة الخلق وسببه، فالإبقاء على حياة الإنسان إذا مصلحة عظمى تتحقق بها علة الخلق، وإقامة الحدود قد تكون مهلكة يترتب عليها فناء بعض من تقام عليه، كما إذا كانت رجمًا لمحصن، لذا


١ صحيح البخاري بهامش فتح الباري ج١٢ ص١٠١ سنن أبي داود ج٢ ص٢٤٧، صحيح مسلم ج٢ ص٤٩.
٢ سنن أبي داود ج٢ ص٢٤٧ ط مصطفى الحلبي.
٣ الآية ٥٦ من سورة الذاريات.

<<  <   >  >>