للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو اقتضى بعضا أو اشتمالا ... كأنك ابتهاجَكَ استمالا

اعلم أنه يجوز إبدال الظاهر من "الظاهر"١, وإبدال الظاهر من المضمر على تفصيل، وهو أن الضمير إن كان لغائب أبدل منه الظاهر مطلقا نحو: "ضربته زيدا".

وإن كان لحاضر, أبدل منه بدل البعض نحو٢:

أوعدني بالسجن والأداهم ... رجلي فرجلي شثنة المناسم

في أحد الأوجه.


١ ب، جـ, وفي أ "المضمر".
٢ قائله: هو العديل -بزنة التصغير- بن الفرخ -بزنة القتل- وكان قد هجا الحجاج بن يوسف الثقفي، وهرب إلى الروم واستنجد بالقيصر فحماه، ثم أرسل الحجاج إلى قيصر يتهدده إن لم يرسله، فلما مثل بين يديه عنفه, وهو من الرجز.
اللغة: "أوعدني" تهددني, "الأداهم" -جمع أدهم- وهو القيد, "شثنة" غليظة خشنة, "المناسم" -جمع منسم- بزنة مجلس، وأصله طرف خف البعير، فاستعمله في الإنسان، وإنما حسن ذلك لأنه يريد أن يصف نفسه بالجلادة والصبر على احتمال المكروه.
الإعراب: "أوعدني" فعل ماض وفاعله مستتر فيه والنون للوقاية والياء مفعول به, "بالسجن" جار ومجرور متعلق بأوعد, "والأداهم" معطوف على السجن, "رجلي" بدل بعض من ياء المتكلم في أوعدني والياء مضاف إليه, "فرجلي" مبتدأ, "شثنة" خبره, "المناسم" مضاف إليه.
الشاهد فيه: "أوعدني ... رجلي" حيث أبدل الاسم الظاهر وهو "رجلي" بدل بعض من كل من ضمير الحاضر, وهو ياء المتكلم الواقعة مفعولا لأوعد.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٣٩/ ٢، وابن عقيل ١٨٧/ ٢، والمكودي ص١٢٤، وابن الناظم. وذكره ابن يعيش في شرح المفصل ٧٠/ ٣، والسيوطي في الهمع ١٢٧/ ٢, وابن هشام في الشذور ص٤٥٧, والشاهد رقم ٣٦٨ في الخزانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>