للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"يا الأسدَ شدةً"١.

قلت: إنما لم يذكره هنا لأن مذهب الجمهور منعه، والجواز مذهب ابن سعدان في شرح التسهيل, وهو قياس صحيح؛ لأن تقديره: يا مثلَ الأسد, فحسن لتقدير دخول "يا" على غير الألف واللام.

وأجاز الكوفيون والبغداديون دخول حرف النداء على ما فيه "أل" مطلقا، ولا حجة لهم في نحو: "يا الغلامان" لأنه ضرورة.

وقوله:

والأكثر اللَّهُمَّ بالتعويض

يعني: أن الأكثر في نداء هذا الاسم الشريف تعويض الميم المشددة في آخره عن حرف النداء، فيقال: "اللهم" وهذا من خصائصه.

ثم قال:

وشذ يا اللهم في قريض

وجه شذوذه أن فيه جمعا بين العِوَض والمعوَّض، ومنه قوله٢:


١ قال المصنف, وتبعه البعض: الظاهر أنه من الشبيه بالمضاف؛ لأن شدة تمييز. هـ ١١١/ ٣ صبان.
٢ قائله: هو أبو خراش الهذلي، وقيل: لأمية بن أبي الصلت, وهو من الرجز.
اللغة: "حدث" -بفتحتين- وهو الأمر الذي يحدث من مكاره الدنيا, "ألما" نزل.
المعنى: يريد أنه إذا نزلت به حادثة, أو أصابه مكروه؛ لجأ إلى الله تعالى في كشف ما ينزل به.
الإعراب: "إني" حرف توكيد ونصب وياء المتكلم اسمه, "إذا" ظرف يتعلق بأقول الآتي, "ما" زائدة, "حدث" فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده, "ألما" فعل ماض والألف للإطلاق والفاعل ضمير مستتر فيه, "أقول" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة في محل رفع خبر إن, "يا" حرف نداء, "اللهم" منادى مبني على الضم في محل نصب، والميم المشددة زائدة.
الشاهد فيه: "يا اللهم يا اللهم" حيث جمع بين حرف النداء والميم المشددة التي يؤتى بها للتعويض عن حرف النداء, فجمع بين العوض والمعوض عنه.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٤٩/ ٢, وابن هشام ٢٣٥/ ٣, وابن عقيل ١٩٧/ ٢، وابن الناظم، والمكودي ص١٢٦، والسيوطي ص١٠٢، وفي همعه ١٧٨/ ١. وذكره ابن يعيش ١٦/ ٢، وابن الأنباري في الإنصاف ٢١٢/ ١, والشاهد ١٣٠ في الخزانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>