للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} ١ أي: يطلق عليه هذا الاسم، ولو كان يقال: "مبنيا للفاعل"٢ لنصب إبراهيم, خلافا لمن منع هذا النوع، وممن أجازه ابن خروف وصاحب الكشاف٣.

وإما جملة فيحكى به ويكون في موضع مفعوله، وقد يجري مجرى الظن فينصب المبتدأ والخبر مفعولين بشروط أربعة عند أكثر العرب:

الأول: أن يكون بلفظ المضارع، والثاني: أن يكون مصدرا بتاء الخطاب.

والثالث: أن يكون بعد استفهام، والرابع: ألا يفصل بينه وبين الاستفهام بغير ثلاثة أشياء: بينها بقوله:

بغير ظرف أو كظرف أو عمل

فالظرف نحو: "أعندك" تقول: زيدا "قائما"٤ وشبه الظرف هو المجرور نحو: "أفي الدار تقول: عمرا جالسا".

والعمل: هو المعمول, ونعني به: أحد المفعولين كقوله:

أجهالا تقول بني لؤي٥ ... ...........................

فالفصل بهذه الثلاثة مغتفر، ولهذا قال:

وإن ببعض ذي فصلت يحتمل

فإن فقد شرط من هذه الشروط تعينت الحكاية.

فإن قلت: لم ينص على الشرطين الأولين.


١ سورة الأنبياء: ٦٠.
٢ أ، ب وفي ج "مسمى الفاعل".
٣ هو الزمخشري وتقدمت ترجمته.
٤ أ، وفي ب، ج "مقيما".
٥ صدر بيت, قائله: الكميت بن زيد الأسدي من قصيدة يمدح فيها مضر ويفضلهم على أهل اليمن.
وعجزه:
لعمرو أبيك أم متجاهلينا
من الوافر.
الشرح: "أجهالا" بضم الجيم وتشديد الهاء جمع جاهل ويروى مكانه "أنواما" جمع نائم. "تقول" بمعنى تظن، "بني لؤي" أراد بهم قريشا, ولؤي: من أجداد النبي صلى الله عليه وسلم, وهو تصغير "لأي" وهو الثور الوحشي, "لعمر أبيك" قسم ويمين، "متجاهلينا" المتجاهل: الذي يتصنع الجهل ويتكلفه وليس به جهل, والذين رووا في صدر البيت "أنواما" يروون ههنا "متناومين", والمتناوم: الذي يتصنع النوم.
المعنى: أتظن قريشا جاهلين حين استعملوا في ولاياتهم اليمنيين وآثروهم على المضريين؟ أم تظنهم عالمين بحقيقة الأمر مقدرين سوء النتائج غير غافلين عما ينبغي العمل به، ولكنهم يتصنعون الجهل ويتكلفون الغفلة لمآرب لهم في أنفسهم؟ =

<<  <  ج: ص:  >  >>