للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في التسهيل: فصاعدا؛ ليشمل تنازع أكثر من اثنين.

قيل: ولم يوجد أكثر من ثلاثة, كقوله:

أتاني فلم أُسرِر به حين جاءني ... كتاب بأعلى القُنَّتَيْن عجيب١

فإن قلت: هل يُشترط هنا كون الفعل متصرفا؟

قلت: شرطه ابن عصفور، ولم يشترطه المصنف.

وأجاز في التسهيل٢: تنازع فعلي التعجب, لكن "بشرط"٣ إعمال الثاني "حتى"٤ لا يفصل بين الأول ومعموله، وأجازه المبرد على إعمال كل منهما٥.

وقوله: "اقتضيا" يخرج عن قول امرئ القيس:


١ قائله جزء بن ضرار أخو الشماخ من قصيدة من الطويل, وأولها هذا البيت.
الشرح: "القنتين" -بالقاف والنون- والقنتان: جبل مشرف بعض الإشراف، وليس فيه شواهق ولا صخور. وروي: "حديث" مكان "كتاب".
الإعراب: "أتاني" جملة من الفعل والفاعل والمفعول, وقد تنازع هو وقوله: "فلم أسرر به", وقوله: "جاءني" في قوله: "كتاب", "لم" حرف نفي وجزم وقلب, "أسرر" مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون وهو على صيغة المفعول, "به" الضمير في "به" يرجع إلى الكتاب الذي هو فاعل أتاني؛ لأن الفاعل فيه مضمر على تقدير إعمال جاءني، وإن أعملت الثاني يكون الفاعل ظاهرا ويكون فاعل جاءني مضمرا, "حين" نصب على الظرفية والعامل فيه أتاني, "بأعلى" الباء بمعنى في وأعلى مجرور بها "القنتين" مضاف إليه, "عجيب" صفة لكتاب مرفوعة بالضمة الظاهرة.
الشاهد: في "أتاني فلم أسرر.... جاءني كتاب", فقد تنازع الثلاثة: "أتاني. أسرر. جاءني" في قوله: "كتاب", وأنه لا يوجد في أكثر من ذلك.
مواضعه: ذكر في حماسة أبي تمام ص١٣٣.
٢ قال في التسهيل ص٨٦: "ولا يمنع التنازع تعدّ إلى أكثر من واحد, ولا كون المتنازعين فعلي تعجب, خلافا لمن منع".
٣ أ، ب، وفي جـ "يشترط".
٤ ب، جـ, وفي أ "حين".
٥ أجازه المبرد في فعلي التعجب نحو: "ما أحسنَ وأجملَ زيدًا، وأحسِنْ به وأجمِلْ بعمرو" ولا تنازع بين الحرفين؛ لضعف الحرف، ولفقد شرط صحة الإضمار في المتنازعين. ا. هـ أشموني وصبان ٢/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>