للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: علا زيد صاحبنا رأس زيد صاحبكم, "فحذف"١ الصفتين وجعل الموصوف خلفا عنهما في الإضافة.

الخامس: إضافة المؤكَّد إلى المؤكِّد, وأكثر ما يكون في أسماء الزمان المبهمة نحو: "يومئذ"٢, وقد يكون في "غيرها"٣ كقول الشاعر:

فقلت انجوَا عنها نجا الجلد إنه ... سيرضيكما منها سنام وغاربه٤

أراد اكشطا عنها الجلد؛ لأن النجا هو الجلد.


١ أ، ب, وفي جـ "بحذف".
٢ أ، جـ, وفي ب "حينئذ", والأمثلة: يومئذ وحينئذ وعامئذ.
٣ أ، ب, وفي جـ "غيرهما".
٤ قال العيني: قائله هو أبو الجراح, قاله أبو علي البغدادي في كتاب المقصور والممدود. وقال الصاغاني في العباب: هو أبو الغمر الكلابي، وقد نزل عنده ضيفان فنحر لهما ناقة فقالا: إنها مهزولة, فقال معتذرا لهما, وهو من الطويل.
الشرح: "انجوا" أمر للاثنين من نجوت جلد البعير عنه, إذا سلخته, يخاطب الضيفين, "نجا الجلد" النجا مقصور اسم الجلد, "غاربه" أعلى الظهر.
الإعراب: "فقلت" الفاء عاطفة على ما قبلها و"قلت" فعل وفاعل, "انجوا" فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير في محل رفع فاعل, "عنها" جار ومجرور, "نجا" مفعول به, و"الجلد" مضاف إليه من إضافة المؤكد إلى المؤكد, "إنه" إن واسمها, "سيرضيكما" جملة في محل رفع خبر إن, "منها" جار ومجرور, "سنام" فاعل "يرضي", "وغاربه" عطف عليه والهاء مضاف إليه.
الشاهد: في "نجا الجلد", فإنه أضاف المؤكد إلى المؤكد، قال العيني: هكذا قال ابن أم قاسم. والأحسن أن يقال فيه ما قاله الفراء، وهو إنما أضاف النجا إلى الجلد مع أن النجا هو الجلد؛ لأن العرب تضيف الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظ, كقوله: حق اليقين، ولدار الآخرة.
مواضعه: ذكره الأشموني في شرحه للألفية ٢/ ٣٠٧, والشاهد ٣٠٩ من خزانة الأدب.

<<  <  ج: ص:  >  >>