للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مع اسم الفاعل قراءة بعض السلف: "فلا تحسبنّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِهِ"١ بنصب الوعد وخفض الرسل٢.

وقوله: "فصل" "مفعول"٣ مقدم لأجز، وقوله: "شبه فعل" صفة لمضاف.

وقوله: "ما نصب" فاعل بالمصدر الذي هو فصل، وقوله: "مفعولا أو ظرفا" "حالان"٤ من "ما".

والتقدير: أجز أن يفصل المضاف المشابه للفعل عما أضيف إليه منصوبه حال كونه مفعولا "به"٥ أو ظرفا وفي حكمه المجرور.

الثاني: القسم نحو ما حكاه الكسائي من قولهم: "هذا غلامُ والله زيدٍ"٦, وإليه أشار بقوله: "ولم يُعَب فصل يمين".

وزاد في الكافية الفصل بإما، وقال: "الفصل بإما مغتفر" هـ, كقوله:

هما خطتا إما إسار ومنة٧ ... .....................


١ من الآية ٤٧ من سورة إبراهيم, "مخلف" اسم فاعل متعدّ لاثنين وهو مضاف إلى "رسله" مفعوله الأول، و"وعد" مفعول ثانٍ وقد فصل به بينهما.
٢ ب.
٣ ب، جـ, وفي أ "معمول".
٤ ب، وفي أ، جـ "حال".
٥ أ، جـ.
٦ بجر "زيد" بإضافة "غلام" إليه.
٧ صدر بيت قائله تأبط شرا, واسمه ثابت بن جابر الفهمي جاهلي, وهو من الطويل.
وعجزه:
وإما دم والقتل بالحر أجدر
الشرح: "هما خطتا" أصله: هما خطتان, فحذفت منها النون، وهي تثنية خطة وهي القصة والحالة, "إسار" -بكسر الهمزة- بمعنى الأسر، والتقدير: خطتا أسر.
المعنى: ليس لي إلا واحدة من خصلتين اثنتين على زعمكم, إما إسار والتزام منكم إن رأيتم العفو، وإما قتل هو أولى بالحر وهذا تهكم واستهزاء.
الإعراب: "هما" ضمير مبتدأ, "خطتا" خبره مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة, "إما" تفصيلية, "خطتا" مضاف, "وإسار" مضاف إليه, "ومنة" الواو عاطفة "ومنه" معطوف على "إسار", و"القتل" الواو استئنافية و"القتل" مبتدأ, "بالحر" جار ومجرور متعلق بأجدر "الآتي" وأجدر خبر المبتدأ, والجملة من المبتدأ والخبر استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: في "خطتا إما إسار" حيث فصل فيه "إما" بين المضاف وهو "خطتا", والمضاف إليه وهو "إسار".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٢/ ٣٢٨, والسيوطي ص٧٩, وفي همعه ٢/ ٤٩، وابن هشام في المغني ٢/ ٢٠٢, والشاهد رقم ٥٤٧ من الخزانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>