للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوعه غير مقدر بأحدها قول العرب: "سَمْعُ أذني زيدا يقول ذلك"١ وذكر مثلا آخر.

قلت: المشهور أن تقديره بذلك شرط وما ذكره من المثل لا يتعذر فيه التقدير، وكلام صاحب البسيط موافق للمصنف في عدم اشتراط ذلك.

"تنبيه":

لإعمال المصدر شروط لم يذكرها هنا:

الأول: أن يكون مظهرا، فلو أضمر لم يعمل؛ لعدم حروف الفعل، خلافا للكوفيين، وأجاز ابن جني في الخصائص والرماني إعماله في المجرور ونقل عن الفارسي، وقياسه في الظرف.

الثاني: أن يكون مكبرا، فلو صُغِّر لم يعمل.

الثالث: أن يكون غير محدود, فلو حُدّ بالتاء لم يعمل، فإن ورد حكم بشذوذه كقوله٢:

يحايي به الجلد الذي هو حازم ... بضربة كفيه الملا نفس راكب

فنصب الملا بضربة كفيه وهو محدود، ونصب نفس بيحايي.

ومعناه: يصف الشاعر مسافرا معه ماء فتيمم, وأحيا بالماء نفس راكب كاد يموت عطشا.


١ قال الصبان ٢٦٨/ ٢: حال كالحال في: ضربي العبد مسيئا, فالتقدير: سمع أذني أخاك حاصل إذ كان أو إذا كان، فصاحب الحال ضمير الفعل المحذوف لا الأخ، وإن زعمه البعض، وإنما لم يكن المصدر هنا مقدرا بما أو أن المخففة؛ لاشتراط أن يسبقهما أو المصدر المقدر بهما شيء، ولم يوجد، وإنما لم يكن مقدرا بأن المصدرية؛ لأن المراد الإخبار بأن سمع أذنه قول أخيه حاصل، وأن تقتضي أنه سيحصل؛ لأنها تخلص المضارع للاستقبال، كذا قال البعض وفيه نظر, إذ تقدير أن والماضي لا يقتضي أن السمع سيحصل. ا. هـ. وأقول: "سمع" مبتدأ خبره محذوف وجوبا، وجملة: "يقول ذلك" في محل نصب حال من "أخاك".
٢ قائله: لم ينسب لقائل -وبالبحث لم أعثر له على قائل- وهو من الطويل.
اللغة: "يحايي" بمعنى: يحيي من الإحياء, "الجلد" القوي الصلب, "الحازم" الضابط, "الملا" -بفتح الميم- مقصور, أراد به التراب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>