للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعيل، ومنع الكوفيون إعمال الخمسة؛ لأنها لما جاءت للمبالغة زادت على الفعل، فلم تعمل عندهم لذلك.

والصحيح مذهب سيبويه ومن وافقه؛ لورود السماع بذلك نظما ونثرا. مثال فعّال قول من سمعه سيبويه: "أما العسل فأنا شرّاب".

وقول الشاعر١:

أخا الحرب لبَّاسًا إليها جِلَالها

ومثال مفعال قول بعض العرب: "إنه لمِنْحار بوائكَها" أي: سمانها.

وقول الشاعر٢:


١ قائله القُلاخ بن حزن بن جناب المنقري, وهو من الطويل.
وتمام البيت:
وليس بولاج الخوالف أعقلا
اللغة: "أخا الحرب" أي: مؤاخيها وملازمها, "إليها" إلى بمعنى اللام, "جلالها" -بكسر الجيم- جمع جل, والمراد ما يُلبَس من الدروع ونحوها, "ولاج" كثير الدخول, "الخوالف" جمع خالفة -وهو عماد البيت- وهو المراد, "أعقلا" الأعقل: الذي تصطك ركبتاه من الفزع.
المعنى: يمتدح الشاعر نفسه بالإقدام, ويقوله: إنه رجل حرب يلبس لها لباسا, ويقتحمها إذا شبت نيرانها، ولا يختبئ في البيوت أو الخيام فزعا.
الإعراب: "أخا" حال من ضمير مستتر في بيت قبله, "الحرب" مضاف إلى أخا, "لباسا" حال أخرى, "إليها" متعلق به, "جلالها" مفعول لباسا وها مضاف إليه, "وليس" فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر فيه, "بولاج" الباء زائدة وولاج خبر ليس, "الخوالف" مضاف إليه, "أعقلا" خبر ثانٍ للبس.
الشاهد فيه: "لباسا.... جلالها", فإنه قد أعمل "لباسا" وهو صيغة مبالغة عمل الفعل، فنصب به المفعول وهو "جلالها", وقد اعتمد على وصف مذكور وهو "أخا الحرب".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٢٤٣/ ٢, وابن هشام ١٦/ ٣, وابن عقيل ٨٦/ ٢, وابن الناظم، وذكره سيبويه ٥٧/ ١, وابن يعيش ٧٠/ ٦, والشذور ص٤٠٧، والقطر ص٢٧٩.
٢ قائله كميت بن معروف الأسدي, وهو من البسيط.
اللغة: "شم" -بضم الشين وتشديد الميم- جمع أشم من الشمم, وهو ارتفاع قصبة الأنف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>