للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما قولهم: ما يحسن بالرجل خير منك، فمذهب الخليل في هذا المثال الحكم بتعريف النعت والمنعوت على نية أل مع خير.

ومذهب الأخفش الحكم بتنكيرهما على زيادة أل في "الرجل".

قال المصنف: وعندي أن أسهل مما ذهبا الحكم بالبداية، وتقدير التابع والمتبوع على ظاهرهما.

الثالث: ما ذكر من وجوب تبعية النعت للمنعوت في التعريف والتنكير, وهو مذهب جمهور النحويين.

وأجاز الأخفش نعت النكرة إذا اختصت بالمعرفة١، وجعل "الأوليان" صفة "آخران" في قوله تعالى: {فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} ٢.

وأجاز بعض النحويين وصف المعرفة بالنكرة.

وأجازه ابن الطراوة بشرط كون الوصف خاصا بذلك الموصوف, كقول النابغة٣:

.................... ... في أنيابها السم ناقع


١ التسهيل ص١٦٧.
٢ من الآية ١٠٧ من سورة المائدة.
٣ قائله: هو النابغة الذبياني, واسمه زياد بن عمرو من قصيدة يقولها في الاعتذار للنعمان بن المنذر, وهو من الطويل.
وصدره:
أبيت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش
اللغة: "ساورتني" واثبتني, "ضئيلة" -بفتح الضاد وكسر الهمزة وفتح اللام- قليلة اللحم, وهي الحية الدقيقة قد أتت عليها سنون كثيرة, فقل لحمها واشتد سمها، وأصلها صفة لموصوف محذوف، أي: حية ضئيلة, "من الرقش" -بضم الراء وسكون القاف- جمع رقشاء وهي حية فيها نقط سود وبيض, "ناقع" ثابت طويل المكث.
الإعراب: "أبيت" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه, "كأني" حرف تشبيه ونصب وياء المتكلم اسمه مبني على السكون في محل نصب, "ساورتني" فعل =

<<  <  ج: ص:  >  >>