كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس

القسم الثاني - الباب الخامس - ج: 6 - ص: 199

ولوالجواري الخنس انتسبت إلى ... أقدام عزمك ما خنسن خنوسا (١)

قدت الصعاب فكل صعب سامح ... لك بالقياد وكان قبل شموسا

تلقى الليوث ولقتام غمامة ... قدح الصفيح وميضها المقبوسا

وكأنها تحت الدروع أراقم ... ينظرن من خلل المغافر شوسا

ما لابن مامة في القديم وحاتم ... ضرب الزمان بجودهم ناقوسا

من جاء منهم مثل جودك كلما ... حسبوا المكارم كسوة أو كيسا

أنت الذي افتك السفين وأهله ... إذ أوسعت سبل الخلاص طموسا

أنت الذي أمددت ثغر الله بالص ... دمات تبلس كرة إبليسا

وأعنت أندلساً بكل سبيكة ... موسومة لا تعرف التدليسا

وشحينة البر في سبل الرضى ... والبر قارب قاعها القاموسا

إن لم تجر بها الخميس فطالما ... جهزت فيها للنوال خميسا

وملأت أيديها وقد كادت على ... حكم القضاء تشافه التفليسا

صدقت للآمال صنعة جابر ... وكفيتها التشميع والتشميسا (٢)

والحل والتقطير والتصعيد وال ... تخمير والتصويل والتكليسا (٣)

فسبكت من آمالها مالاً، ومن ... أوراقها ورقاً، وكن طروسا

بهتوا فلما استخبروا لم ينكروا ... وزناً ولا لوناً ولا ملموسا

وتدير من قبل السطور سبائكاً ... منها ومن طبع الحروف فلوسا

ونحوت نحوالفضل تعضد منه بال ... مسموع ما ألفيت منه مقيسا

وجبرت بعد الكسر قومك جاهداً ... تغني العديم وتطلق المحبوسا

---

(١) هذا البيت والذي بعده سقطا من ق.
(٢) ذكر جابر بن حيان وأردف ذلك بذكر بعض المصطلحات الكيميائية؛ فالتشميع: تليين الشمع، والتشميس: تعريض المواد للمشي
(٣) الحل: التحليل الكيمائي؛ والتقطير والتصعيد متشابهان. والتصويل: جعل الرواسب طافية وهو تال للتكليس.