الرافلين في حلل الجلاله، المقتفين أوصافه الحميدة وخلاله، الوارثين العلم
والعمل والرياسة والمجد عن غير كلاله، ووصيته لهم الجامعة لآداب الدين
والدنيا، المشتملة على النصائح الكافية والحكم الشافية من كل مرض بلا ثنيا،
المنقذة من أنواع الضلاله، وما يقع في ذلك من المناسبات القوية، والأمداح
النبوية، التي لها على حسن الختام أظهر دلاله
اعلم - وفقني الله تعالى وإياك لمرضاته، وجعلنا ممّن يعتبر بالدهر في معضاته - أن أولاد لسان الدين ثلاثة: عبد الله، ومحمد، وعلي، وكلّهم حدّث عن أبيه وعن ابن الجياب.
أما محمد فقد نال حظه من التصوّف، ولم يكن له إلى خدمة الملوك تشوّف، ولم يحضرني الآن نص من أنبائه أكتبه لعدم وجود الكتب التي هي مظّان ذلك، إذ قد تركتها بالمغرب.
وقد سبق فيما مرّ (١) من كلام ابن خلدون أن أولاد لسان الدين كانوا من ندماء السلطان وأهل خلوته، وأن عليّاً كان خالصة السلطان، رحم الله تعالى الجميع.
وأمّا عبد الله فقد كتب بالعدوتين، لملوك الحضرتين، وتولى القيادة والكتابة بالأندلس أيام كان أبوه مدبر الدولة، وأكثر الناس بها كالخواص