[في نبذة مما من الله تعالى به على أهل الأندلس من توقد الأذهان، وبذلهم]
في اكتساب المعارف والمعالي ما عز أوهان وحوزهم في ميدان البراعة،
من قصب البراعة، خصل الرهان، وجملة من أجوبتهم، الدالة على
لوذعيتهم، وأوصافهم المؤذنة بألمعيتهم، وغير ذلك من أحوالهم التي لها على
فضلهم أوضح برهان
[نقول في فضائل الأندلس]
[١ - عن فرحة الأنفس]
اعلم أن فضل أهل الأندلس ظاهر، كما أن حسن بلادهم باهر، ولذلك ذكر ابن غالب في " فرحة الأنفس " لما أثنى على الأندلس وأهلها أن بطليموس جعل لهم - من أجل ولاية الزهرة لبلادهم - حسن الهمة في الملبس والمطعم، والنظافة والطهارة، والحب للهو والغناء، وتوليد اللحوم، ومن أجل ولاية عطارد حسن التدبير، والحرص على طلب العلم، وحب الحكمة والفلسفة والعدل والإنصاف. وذكر ابن غالب أيضاً ما خصوا به من تدبير المشتري والمريخ. وانتقد عليه بعضهم بأن أقاليم الأندلس الرابع والخامس والسادس فساحلها الشمالي، والسابع في جزائر المجوس، وللإقليم الرابع الشمس، وللخامس الزهرة، وللسادس عطارد، وللسابع القمر، والمشتري للإقليم الثاني، والمريخ للثالث، ولا مدخل لهما في الأندلس، انتهى.
ثم قال صاحب الفرحة (١) : وأهل الأندلس عرب في الأنساب والعزة