للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«مَنْ كان على مِثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» (١).

فإذا كنا على هذه العقيدة التي كان عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان عليها أصحابه فنحن على الحق بإذن الله تعالى، وإذا حُدنا فضلالنا على أنفسنا.

فلنعلم أننا أمام عقيدة ثابتة متصلة سندها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك تميز أهل السنة- أهل الحديث- بالإسناد. هذا ما أردتُ أن أُقَدِّم به بين يدي شرح هذه العقيدة.

أمَّا عن سبب تأليف العقيدة الواسطية؛ فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «كان سبب كتابتها: أنه قدم عليَّ من أرض واسط بعض قُضاة نواحيها- شيخ يقال له: رضي الدين الواسطي من أصحاب الشافعي -رحمه الله- قدم علينا حاجًا، وكان من أهل الخير والدين، وشكا ما الناس فيه بتلك البلاد وفي دولة التَّتَر من غلبة الجهل، والظلم، ودروس الدين والعلم، وسألني أن أكتب له عقيدة تكون عمدة له ولأهل بيته، فاستعفيت من ذلك، وقلت: قد كتب الناس عقائد متعددة، فخذ بعض عقائد أئمة السنة، فألحَّ في السؤال، وقال: ما أحب إلا عقيدة تكتبها أنت، فكتبت له هذه العقيدة وأنا قاعد بعد العصر» (٢).


(١) أخرجه الترمذي (٢٦٤١) من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، وقال: «هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه، قال الحافظ العراقي في «المغني» (٣/ ٢٨٤): «أخرجه من حديث عبد الله بن عمرو وحسنه، ولأبي داود من حديث معاوية وابن ماجه من حديث أنس وعوف بن مالك: «وهي الجماعة»، وأسانيدها جياد، وحسنه الألباني في «صحيح ابن ماجه» (٣٢٢٧).
(٢) «مجموع الفتاوى» (٢/ ١٦٤).

<<  <   >  >>