للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإقرار بالصِّفات الوارِدة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحَملِها على الحقيقة لا على المَجاز؛ لأنهم لا يُكيِّفون شيئًا من ذلك» (١).

ثم قال: «وقال الخَلَّال: أخبَرني عليُّ بن عيسى أن حَنْبلًا حدَّثهم قال: سألتُ أبا عبد الله عن الأحاديث التي تُروى أن الله -عز وجل- يَنزِل إلى سماء الدُّنيا، وأن الله يُرى، وأنَّ الله يضَع قدَمه … وما أشبه ذلك! فقال أبو عبد الله: نُؤمِن بها ونُصدِّق بها، ولا كَيْفَ ولا مَعنى، ولا نَرُدُّ منها شيئًا، ونَعلم أنَّ ما جاء به الرَّسُولُ حقٌّ إذا كانت بأسانيدَ صِحاحٍ».

فقول أهل السنة في الصفات مبنيٌّ على أصلين:

أحدهما: أنَّ الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات النقص مطلقًا؛ كالسِّنَة والنوم والعجز والجهل وغير ذلك.

والثاني: أنه متصف بصفات الكمال التي لا نقص فيها على وجه الاختصاص بما له من الصفات، فلا يُماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات» (٢).

«وأما ما لم يرد إثباته ونفيه فلا يصح استعماله في باب الأسماء وباب الصفات إطلاقًا، وأما في باب الأخبار فمن السلف من يمنع ذلك، ومنهم من يجيزه بشرط أن يستفصل عن مراد المتكلم فيه، فإن أراد به حقًّا يليق بالله تعالى فهو مقبول، وإن أراد به معنى لا يليق بالله عر وجل وجب ردُّه» (٣).

ثم لا نخوض في كيفية اتصاف الله عز وجل بتلك الصفة.


(١) «مُختصَر الصَّواعق» (ص ٤٤٦).
(٢) «منهاج السنة» (٢/ ٥٢٣).
(٣) «رسالة في العقل والروح» (٢/ ٤٦، ٤٧) لابن تيمية، (ضمن مجموعة الرسائل المنيرية).

<<  <   >  >>