فإيماننا بهذه الصفة إيمان وجود؛ فنعلم أن هذه الصفة حقيقية، وأن الله متصف بها حقيقة دون الخوض في كيفية اتصافه جل وعلا بها.
فالصفات التي ذكرها المصنف هنا هي من باب الاستدلال على جانب التأصيل لهذه المسألة، وسيأتي بعد ذلك جانب التقرير عند كلامه عن صفة العلو وعن صفة الكلام.
فإيراد المصنف هنا من باب التأصيل: أنَّ هذه الأسماء وهذه الصفات جاءت في القرآن والسنة لذا وجب الإيمان بها.
كما قال قبلُ:«ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسَه في كتابه، وما وصفه به رسوله مُحمد -صلى الله عليه وسلم-، من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومن غير تكييفٍ ولا تمثيلٍ».
وبعد أن أورد نصوصًا من الكتاب ونصوصًا من السنة على إثبات هذه الصفات- عاد فقال:«فإنَّ الفِرقة الناجِية أهلُ السُّنَّة والجَمَاعَة، يُؤمنون بما أخبَر اللهُ به في كتابه من غير تَحريفٍ ولا تَعْطيلٍ، ومن غير تَكْييف ولا تَمثيل».
فكما نعتمد القرآن أصلًا في هذا الباب (باب الأسماء والصفات)، كذلك نعتمد السنة الصحيحة أصلًا فيه؛ فنؤمن بها ونَقبلها ولا نردُّها، ولا نسعى في تعطيل نصوصها ولا تحريفها ولا الخوض في تكييفها أو تمثيلها.
فإن قيل: ما الأصل عند أهل السنة في هذا الباب؟
نقول: الأصل فيه عندهم أنهم يؤمنون بكل ما ورد في كتاب الله وفي سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- من أسمائه تعالى وصفاته مِنْ غير تَحريفٍ ولا تَعْطيلٍ، ومن غير تَكْييف ولا تَمثيل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وطريقة سلف الأمة وأئمتها: