للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكذَّب فرعونُ موسى في إخباره إياَّه بأن ربَّه فوق السماء (١).

وفي قوله سبحانه وتعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لله وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} - بيَّن أن الملائكة أقرب إليه من غيرهم من خلقه.

وكذلك قوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: ١]، وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤]، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥]، إلى غير ذلك من ألفاظ متنوعة ومتعددة تدل دلالة واضحة على أن الله عال على خلقه مُستو على عرشه.

أما دلالة السُّنَّة على العلو، فقد قال شيخ الإسلام: «وأما الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين فلا يُحصيها إلا الله تعالى» (٢).

فالسُّنَّةُ قد دلَّت على عُلُوِّ الله بدلالاتها الثلاث: (القولية، والفعلية، والتقريرية).

أما السُّنَّة القولية فمنها:

١ - ما رواه أنس -رضي الله عنه- في حديث الخَوَارِجِ: أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا تَأْمَنُونِي، وأَنا أَمِينُ مَنْ في السَّمَاءِ؟!» (٣).

٢ - ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله تعالى طَيِّبٌ لا يقبل إلا طَيِّبًا … »، إلى أن قال: «ثم ذكر الرجلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ومَشْرَبُهُ حَرَامٌ ومَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالحَرَامِ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السماء: يا رب، يا رب، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِك؟» (٤).


(١) انظر: «إعلام الموقعين» (٢/ ٣١٤ - ٣١٧).
(٢) «مجموع الفتاوى» (٥/ ١٦٦).
(٣) أخرجه البخاري (٤٣٥١) ومسلم (١٠٦٤).
(٤) أخرجه مسلم (١٠١٥).

<<  <   >  >>