وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلًا صَحِيحًا … وآفتُه من الفَهم السَّقيم
وأَعْجَب مِنْ ذلك: أن تَجِد النَّائمين في فِرَاشٍ واحدٍ، وهذا رُوحُه في النَّعيم، ويَستيقظُ وأَثرُ النَّعيم على بَدنه، وهذا رُوحه في العَذَاب ويَستيقظ وأَثَرُ العَذاب على بَدَنِه، ولَيْسَ عند أحدِهما خَبَرٌ بما عند الآخَر، فَأَمْرُ البَرْزَخِ أعجبُ مِنْ ذَلك.
والله- سبحانه- جَعَلَ أَمْرَ الآخرة، وما كان مُتَّصِلًا بها غَيْبًا، وحَجَبها عن إدراك المُكَلَّفين في هذه الدَّار، وذلك من كمال حكمته، ولِيتميز المؤمنون بالغيب عن غيرهم» (١).
وهي ما أشار إليها شيخ الإسلامِ بقوله:«ثُمَّ بَعْدَ هذِهِ الفِتْنَةِ إمَّا نَعِيمٌ وَإِمَّا عَذَابٌ».
ويبدأ العبد يعاين مصيره من ساعة الاحتضار، كما في حديث البَراءِ بن عَازِبٍ -رضي الله عنه- أنَّه قال: «كُنَّا فِي جنازة فِي بَقِيع الغَرْقَد، فَأَتَانَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَعَدَ وقَعَدْنا حوله، كَأَنَّ على رُءوسنا الطَّير، وَهُوَ يُلحَدُ