للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَجِيء بِالشَّرِّ. فَيَقُول: أَنا عَمَلُك الخَبيثُ. فَيَقُول: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ» (١).

ولمَّا فَرَغَ المصنف -رحمه الله- من الكلام عَلى ما يكون في البرزخ بعد الموت من فِتنةٍ ونعيمٍ أو عذابٍ، أشار إلى ما يكون في الدَّار الآخرة التي تَبدأ بالقيامة الكُبرى؛ فقال: «إلى أن تقومَ السَّاعةُ الكُبرى فتُعاد الأرواحُ إلى الأجساد، وتقوم القيامةُ التي أَخْبَر اللهُ بها في كتابه، وعلى لِسانِ رسولِه، وأَجْمَع عليها المُسلمون».

والقيامة في العَربية مَصدر قام يقوم، ودخلها التأنيثُ للمُبالغة على عادة العَرب.

واختُلف في تَسميتها بذلك على أربعة أقوال:

الأول: لوجود هذه الأمور فيها، أي: الأهوال والأمور التي تَحْدُث فيها.

الثاني: لقيام الخَلْق مِنْ قُبُورهم إليها؛ قال تَعَالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا} [المعارج: ٤٣].

الثالث: لقيام النَّاس لِرَبِّ العالمين؛ فعن ابنِ عمر -رضي الله عنهما- عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: ٦]، قال: «يقومُ أحدُهُم في رَشْحِه إلى نِصف أُذُنَيْه» (٢).

الرَّابع: لِقيام الرُّوح والملائكة صفًّا؛ قال الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: ٣٨]» (٣).


(١) أخرجه أحمد في «المسند» (٤/ ٢٨٧) (١٨٥٥٧)، وأبو داود (٤٧٥٣)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (١٦٧٦).
(٢) أخرجه البخاري (٦٥٣١) ومسلم (٢٨٦٢).
(٣) انظر: «التذكرة» للقرطبي (ص ١٨٧).

<<  <   >  >>