للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نشأة أخرى، ثُمَّ رَدَّها إليها» (١).

وقال أيضًا: «إن الروح والجسد يختصمان بين يدي الرب عز وجل يوم القيامة، قال عليُّ بن عبد العزيز: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبى سعيد البقال، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنه- ما قال: «ما تَزال الخصومة بين الناس يوم القيامة حتى يُخاصم الرُّوحُ الجسدَ، فيقول الروح: يا رب إنَّما كنت روحًا منك جعلتني في هذا الجسد، فلا ذنبَ لي! ويقول الجسد: يا رب كنت جسدًا خَلقتني ودخل فيَّ هذا الرُّوح مثل النار؛ فَبِه كنتُ أقوم، وبه كنت أقعد، وبه أذهب، وبه أجيء؛ لا ذنب لي! قال: فيقال: أنا أقضي بينكما؛ أخبراني عن أعمى ومقعد دخلَا حائطًا فقال المقعد للأعمى: إني أرى ثمرًا فلو كانت لي رِجْلان لتناولتُ! فقال الأعمى: أنا أحملُك على رقبتي. فحمله فتناول من الثمر فأَكَلَا جميعًا، فعلى مَنْ الذَّنب؟ قالا: عليهما جميعًا. فقال: قضيتُما على أنفسكما» (٢).

ثم بعد إعادة الأرواح إلى أجسادها يساق الناس إلى أرض المحشر، حُفاة عُراة غُرلًا، وتدنو الشمس من الخلائق، فيكون الناس في عرقهم على قدر أعمالهم، حتى يبلغ بهم الأمر مبلغه، فيأتوا من نبي إلى نبي، حتى يأتوا النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فيشفع في أهل الموقف أن يُقضى بينهم. وهي أول شفاعاته -صلى الله عليه وسلم-.

ثم بعد ذلك يبدأ القضاء بالفصل بين الناس، وتُنصب الموازين، وبعد ذلك تكون أحوال الناس بين مَنْ ثقلت موازينه وبين


(١) «الروح» (ص ١٨٥، ١٨٦)، دار الكتب العلمية، بيروت.
(٢) «الروح» (ص ١٨٦).

<<  <   >  >>