للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخُ الإسلامِ -رحمه الله-: «إنَّ أحاديثَ الشَّفاعة في أهل الكبائر ثابتةٌ مُتواترةٌ عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد اتَّفق عليها السَّلفُ من الصَّحابة وتَابعيهم بإحسانٍ وأئمة المسلمين، وإنَّما نازع في ذلك أهلُ البِدع من الخوارج والمعتزلة ونحوهم» (١).

وأما في حَقِّ غيره -صلى الله عليه وسلم- فقد روي عن أبي سعيد -رضي الله عنه-: « … فيقول الله -عز وجل-: شَفَعَتِ المَلائكةُ، وشَفَعَ النَّبِيُّون، وشَفَعَ المُؤمنون، ولم يَبق إلَّا أرحم الرَّاحمين … » الحديث (٢).

وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «وقد ثَبَتَ بالسُّنَّة المُستفيضة، بل المتواترة، واتِّفاق الأمة أنَّ نبينا -صلى الله عليه وسلم- الشَّافع المُشَفَّع، وأنَّه يَشفع في الخلائق يوم القيامة، وأنَّ النَّاس يَستشفعون به يطلبون منه أن يَشفع لهم إلى ربِّهم، وأنَّه يَشفع لهم.

ثم اتَّفق أهلُ السُّنَّة والجَمَاعَة: أنَّه يَشفع في أهل الكبائر، وأنَّه لا يُخَلَّد في النار من أهل التَّوحيد أحدٌ.

وأمَّا الخوارج والمعتزلة فأنكروا شفاعتَه لأهل الكبائر، ولم يُنكروا شفاعته للمؤمنين، وهؤلاء مُبتدعة ضُلَّال، وفي تكفيرهم نِزَاعٌ وتَفصيلٌ» (٣).


(١) «مجموع الفتاوى» (٤/ ٣٠٩).
(٢) أخرجه البخاري (٧٤٣٩)، ومسلم (١٨٣) واللفظ له.
(٣) «مجموع الفتاوى» (١/ ١٠٨).

<<  <   >  >>