للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يعلم ما لهن من الفضل والمكانة؛ فهناك مكانة لخديجة -رضي الله عنه- ا، ومكانة لعائشة -رضي الله عنه- ا، وكذلك باقي زوجاته -رضي الله عنه- ن جمعاوات.

فمحبتهن والترضي عنهن هو من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفضائلهن مذكورة مبثوتة في كتب أهل السنة، فقَلَّما نجد كتابًا من كتب أهل الحديث إلا وفيه مِنْ ذِكر فضائلهن؛ فمثلًا كتب السنة كـ «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم» والكتب الستة وغيرها مليئة ومرصعة ومزينة بتلك المناقب التي تدل على سلامة قلوب أهل السنة تجاه هؤلاء النسوة اللائي اختارهن الله لأن يكن زوجات لنبيه -صلى الله عليه وسلم-.

ولذلك نتبرأ من الروافض الذين أبغضوا وسَبُّوا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وطعنوا في بعض أزواجه بمطاعن يَستحي الإنسان من التلفظ بها وذِكرها، فضلًا عن أن تكون مُستقرة في قلب أيِّ مُسلم.

فأولئك ما حَفظوا عِرضَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في عائشة -رضي الله عنه- ا، وما حفظوا حقَّ أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وما لهم من المنزلة والمكانة، وكما قال الشَّعبي لمالك بن معاوية- عند ذكر الرافضة-: «يا مالك، لو أردتُ أن يُعطوني رقابَهم عبيدًا وأن يملأوا بيتي ذهبًا على أن أكذبهم على عليٍّ كذبة واحدة لفعلوا، ولكني والله لا أكذب عليه أبدًا. يا مالك، إني درستُ الأهواء كلها، فلم أَرَ قومًا أحمق من الرافضة … ».

«ثم قال: أُحَذِّرُك الأهواء المضلَّة، شرُّها الرافضة، فإنها يهود هذه الأمة، يُبغضون الإسلام كما يُبغض اليهود النصرانية، ولم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله، ولكن مقتًا لأهل الإسلام وبغيًا عليهم .... ».

إلى أن قال: «ولليهود والنصارى فضيلةٌ على الرَّافضة في خصلتين: سئل اليهود: مَنْ خير أهل مِلَّتكم؟ فقالوا: أصحاب

<<  <   >  >>