للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موسى. وسئلت النصارى، فقالوا: أصحاب

عيسى. وسئلت الرافضة: مَنْ شَرُّ أهل مِلتكم؟ فقالوا: أصحاب محمد. أَمَرَهم بالاستغفار لهم فشَتَموهم» (١).

نعوذ بالله من حال أولئك الضُّلَّال.

والطعن في أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- هو تجاسر على الله؛ لأن الله يُزكيهم وهم يطعنون فيهم، وكذلك هو اعتداء على حقِّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو اتهام منهم له -صلى الله عليه وسلم- بأنه ما أحسن تربية أصحابه! وكذلك شككوا فيما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- من بيان فضلهم ومكانتهم.

ثم قال المصنف رحمه لله: «وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الآثَارَ المَرْوِيَّةَ فِي مَسَاوِيهِمْ مِنْهَا مَا هُوَ كَذِبٌ، وَمَنْهَا مَا قَدْ زِيدَ فِيهِ وَنُقِصَ وَغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ».

إذ حاول الرَّوافض دسَّ شيءٍ كثير من المَرويات المغلوطة التي كذبوا فيها على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وشحنوا بها كتب التاريخ، ومن يَكذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- فليست بغريب أن يكذب على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وقال المصنف: «وَالصَّحِيحُ مِنْهُ هُمْ فِيهِ مَعْذُورُونَ: إِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُصِيبُونَ، وَإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ».

فإن صح شيء من الأحداث المروية عنهم فهم معذورون فيها، فهم بين مجتهد مصيب، فله أجران، أو مجتهد مخطئ فله أجرٌ واحدٌ.

وأهل السنة مع ذلك لا يعتقدون أنَّ كل واحد من الصحابة


(١) «العقد الفريد» لابن عبد ربه (٢/ ٢٤٩، ٢٥٠)، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة: الأولى، ١٤٠٤ هـ.

<<  <   >  >>