فأخبر الله بأنه رضي عنهم، وهؤلاء الروافض يقولون برِدَّتِهم! وما هذا إلا أضل الضلال.
وهكذا طريقة النَّواصب الذين آذوا آلَ البيت بقولٍ أو فِعل؛ فكل مَنْ آذى آلَ البيت بقول أو فعل فنحن نتبرأ منهم ومن معتقدهم وقولهم وفِعلهم.
وما شجر بين أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فنحن نُمسك عن الخوض فيه، ونعلم أن ما صَحَّ وثبت منه فهو لا يُعد شيئًا في بحار حسناتهم، فحسناتهم وفضائلهم جليلة قد توافرت النصوص على إثباتها، وأنَّ ما وقع من القتال بينهم ما أرادوه.
إذ هم أصحاب المواقف الناصعة التي نصروا بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودافعوا عن الدين بأنفسهم وأموالهم وأهليهم، وأبلوا بلاءً حسنًا في نشره.
ثم ذكر المصنف أنَّ لهم من السيرة مَنْ نَظَرَ فِيها بِعِلم وبصيرة، وَمَا مَنَّ اللهُ عَلَيْهِم بِهِ مِنْ الفضائِل؛ علم يقينًا أنهم خَيْرُ الخلق بعد الأَنْبِيَاءِ؛ وأنه لا كان وَلا يكون مثلُهم، لما قَدَّموه للإسلام، فما جاء ولن يجيء بعدهم مثلهم، ولن يستطيع أحد أن يفِعل فعلهم، فهم صفوَةُ الصَّفوة مِنْ قُرُونِ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّتِي هِيَ خَيْرُ الأُمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ.
فإذا كانت الأمة خير الأمم والصحابة خير هذه الأمة، فكيف يكون قَدْرُهم؟! وكيف تكون منزلتهم؟! -رضي الله عنه- م أجمعين.
وقد بَيَّن شيخُ الإسلام رحمه الله الفارق بين أهل السنة وبين أهل الأهواء فقال: «الخوارج تُكَفِّر أهل الجماعة، وكذلك أكثر المعتزلة يُكَفِّرون مَنْ خالفهم، وكذلك أكثر الرافضة، ومَن لم يُكَفِّر فَسَّق. وكذلك أكثر أهل الأهواء يَبتدعون رأيًا، ويُكَفِّرون مَنْ خالفهم فيه،