للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهي في الحقيقة تدخل في معجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم-» (١)، وقال أيضًا -رحمه الله-: «فمن اعتقد أنَّ لأحدٍ من الأولياء طريقًا إلى الله غير متابعة محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، فهو كافرٌ من أولياء الشيطان» (٢).

وقد ذكر العلَّامة ابن عُثَيمين رحمه الله أنَّ للكراماتِ دلالاتٍ، فقال: «وهذه الكَرَاماتُ لها أربع دلالات:

أَوَّلًا: بيان كمال قُدرة الله -عز وجل- حيث حَصَل هذا الخارق للعادة بأمر الله.

ثانيًا: تكذيب القائلين بأنَّ الطبيعة هي التي تفعل؛ لأنَّه لو كانت الطبيعة هي التي تفعل لكانت الطبيعة على نَسَقٍ واحدٍ لا يتغير، فإذا تغيرت العادات والطبيعة دلَّ على أنَّ للكون مدبرًا وخالقًا.

ثالثًا: أنَّها آيةٌ للنبيِّ المَتبوع.

رابعًا: أنَّ فيها تثبيتًا وكرامة لهذا الوليِّ» (٣).

وأمَّا قول المُصَنِّف -رحمه الله-: «فِي أَنْوَاعِ العُلُومِ وَالمُكَاشَفَاتِ وَأَنْوَاعِ القُدْرَةِ وَالتَّأْثِيرَاتِ» - فقد قال الشيخ الفوزان حفظه الله: إنه «إشارة إلى أنَّ الكرامة منها ما يكون من باب العِلم والكَشف بأن يَسمع العبدُ ما لا يَسمعه غيرُه، أو يرى ما لا يراه غيره يَقظة أو منامًا، أو يَعلم ما لا يعلمه غيره، ومنها ما هو من بابِ القدرة والتأثير.

مثال النوع الأول:

قول عُمر: يا ساريةُ، الجبلَ! وهو بالمدينة، وساريةُ


(١) «الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» (ص ١٢٠).
(٢) «الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» (ص ٢٠).
(٣) «شرح الواسِطيَّة» (ص ٦٣١).

<<  <   >  >>