للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَكُلُّ مَا يَقُولُونَهُ وَيَفْعَلُونَهُ مِنْ هَذَا وَغَيْرِهِ؛ فَإِنَّمَا هُمْ فِيهِ مُتَّبِعُونَ لِلكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَطَرِيقَتُهُمْ هِيَ دِينُ الإسلام الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم-.

لَكِنْ لَمَّا أَخْبَرَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم- أَنَّ أُمَّتَهُ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؛ كُلُّهَا فِي النَّار؛ إلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الجَمَاعَةُ. وَفِي حَدِيثٍ عَنْهُ أنَّهُ قَالَ: «هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَومَ وَأَصْحَابِي»، صَارَ المُتَمَسِّكُونَ بِالإسلام المَحْضِ الخَالِصِ عَنِ الشَّوْبِ هُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ.

وهُم الطَّائفةُ المَنصورةُ الَّذِين قال فيهم النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَزَالُ طائفةٌ مِنْ أُمَّتِي على الحَقِّ ظاهرين، لا يَضُرُّهم مَنْ خَذَلَهم، ولا مَنْ خَالَفهم حتى تقومَ السَّاعةُ.

فَنَسْأَل اللهَ العَظيمَ أن يَجعلنا منهم، وألَّا يُزيغ قُلُوبنا بعد إذ هَدَانا، وأن يَهِب لنا من لُدنه رَحمة؛ إنَّه هو الوَهَّاب، واللهُ أَعْلَم.

والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّدٍ وآلِه وصَحْبه وسَلَّم تسليمًا كثيرًا».

الشرح

عُرِف مجتمع أهل السنة بأنه مجتمع صدق وبِر واستقامة، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقيم الحج والجهاد والجمع والأعياد، ويرون أنَّ ذلك يُقام مع الأمراء؛ سواء كانوا أبرارًا أو فُجَّارًا.

فشعائر الإسلام- بحمد الله- قائمة ظاهرة في مجتمع أهل السنة، وهذا من فضل الله عليهم، ثم باتباعهم سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛

<<  <   >  >>