فالمساجد ليست مهجورة، وحِلق الذِّكر عامرة، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر أمر قائم بفضل الله، وهكذا كل من يعيش في كَنَفهم أو يكون قريبًا منهم يجد هذا الفارق العظيم بينهم وبين أهل البدع؛ فتراهم- بحمد الله- مِنْ خيرة الناس خُلُقًا، ومِن خيرة الناس سيرة، ومن خيرة الناس فضلًا وكرمًا وإحسانًا إلى الجار وإحسانًا إلى الفقير والمحتاج، ونحو ذلك.
وكذلك تراهم متواضعين مبتعدين عن الفخر والخيلاء، ويتواصون بهذا، ومن حاد من أفرادهم عن هذا الحقِّ قُوبل بالنصح والتوجيه.
وترى الواحد من علمائهم لا تعرف أنه عالم؛ لأنه ليس عليه مِنْ مَظهر أو حب الشهرة ما تراه على أهل البدع من تَعَمُّمٍ معين، ولبس مُعَيَّن يتميزون به عن الناس.
وكذلك تراهم متشابهين لا تعرف غنيهم من فقيرهم، فما تجد أحدًا منهم متباهيًا مختالًا يكسر نفس الفقير.
ومجتمعاتهم مجتمعات الخير والأمن، وحسن الخلق قائم، وحفظ القرآن والسنة بحمد الله قائم، والمساجد عامرة بالصلوات الخمس، وبالدروس العلمية والجمع والأعياد.
وكمثال يفرق بين أهل السنة والمبتدعة: تجد في مواسم الحج والعمرة أنَّ أهل السنة يتجهون وقت الصلاة إلى المسجد الحرام وإلى مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمَّا أهل البدع فتراهم يتسكعون في الشوارع ويقضون هذه الأوقات في الأسواق، فالناس مقبلة على الصلاة وهم باتجاه معاكس أدبروا عن هذا النداء؛ فشتان بين حال أهل السنة وحال غيرهم!