وأهل السنة يحافظون على الجماعات، ويدينون بالنصيحة للأمة، فهم أعرف الناس بالحق وأرحم الناس بالخلق، فإذا عاش بعض أهل البدع في مجتمعات أهل السنة لا يجدون عند أهل السنة شططًا ولا إجحافًا معهم، بل يبتعدون عن أذاهم أو ظلمهم؛ لأن الله حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرمًا.
وإن تصرف بعض أفراد أهل السنة تصرفًا خاطئًا فذلك يعود إلى فعله، وليس الأمر دينًا أو عقيدة يدين بها أهل هذه المجتمعات.
وعلى العكس انظر كيف يتعامل أهل البدع في بلادهم مع أهل السنة؟! كيف يؤذونهم ويضطهدونهم بل ويقتلونهم؟!
وأهل السنة يحققون ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث أمر بالتراحم، ولذلك تجد أن أعمالهم في الخير عمَّت بلاد المسلمين جميعًا؛ فبنوا المساجد وحفروا الآبار؛ فتجد صاحب السنة (رجلًا كان أو امرأة) له مسجد في الصين وله مسجد في أقصى أفريقيا، وله مسجد في كل مكان، وله بئر هنا وبئر هناك، وله دار أيتام هنا، وله دار أيتام هناك، ويَكفلون آلاف الناس الذين لا يعرفونهم، وينفقون عليهم الأموال الطائلة؛ نشرًا للدين بينهم، ورحمةً بهم، وتأليفًا لقلوبهم، ومساعدة وعونًا لهم في الابتلاءات المختلفة.
وليس بين هذا المسلم المنفق وبين غيره من إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلا وشيجة هذا الدين التي تجعله يكفل أيتام المسلمين، ويقوم برعايتهم وتعليمهم، وهناك رجال نذروا أنفسهم لهذا العمل؛ فنشروا هذا الخير شرقًا وغربًا، وهذا تحقيق لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المُؤمنين في توادِّهم، وتَرَاحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عُضو تَدَاعى له سائر الجسد بالسَّهر