للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الدليل السمعي، والدليل العقلي.

فأما الدليل السَّمعي: فمثل قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: ٣٣].

فإذا جاء رجل وقال: إن الله استوى على العرش على هذه الكيفية، ووصف كيفيةً معينةً، نقول: هذا قد قال على الله ما لا يعلم، هل أخبرك اللهُ بأنه استوى على هذه الكيفية؟ لا، أخبرنا الله بأنه استوى، ولم يخبرنا كيف استوى، فنقول: هذا تكييف وقول على الله بغير علم.

ولهذا قال بعض السلف: إذا قال لك الجهمي: إن الله حين ينزل إلى السماء كيف ينزل؟

فقل: إن الله أخبرنا أنه ينزل، ولم يخبرنا كيف ينزل؟

وهذه قاعدةُ مُفيدة.

دليل آخر من السَّمع: قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٦]: لا تتَّبع ما ليس لك به علم. {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.

وأما الدليل العقلي: فكيفيةُ الشَّيءِ لا تُدرك إلا بواحد من أمور ثلاثة:

مشاهدته، أو مشاهدة نظيره، أو خبر الصادق عنه.

إما أن تكون شاهدته أنت وعرفت كيفيته، أو شاهدت نظيره، كما لو قال لك واحد: إن فلانًا اشترى سيارة (داتسون)، (موديل ثمان وثمانين)، رقم (ألفين)، فتعرف كيفيتها؛ لأن عندك مثلها.

<<  <   >  >>