للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بمماثل.

والتمثيل: هو الاعتقاد في صفات الخالق: أنَّها مِثل صفات المخلوقين.

فمنه قول المُمَثِّل: له يدٌ كيدي وسَمع كسمعي. تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا.

فالتكييف: ليس فيه تقيد بمماثل، وأما التمثيل فهو اعتقاد أنها مثل صفات المخلوقين.

والحق: أن التكييف أعم من التمثيل؛ فكل تمثيل تكييف؛ لأن مَنْ مَثَّل صفات الخالق بصفات المخلوقين فقد كَيَّف تلك الصفة، أي: جعل لها حقيقة معينة مشاهدة.

وليس كل تكييف تمثيلًا؛ لأن مِنْ التكييف ما ليس فيه تمثيل بصفات المخلوقين؛ كقولهم: (طوله كعرضه).

وقد وقع في التمثيل والتكييف (المُشَبِّهة) الذين بالغوا في إثبات الصفات إلى درجة تشبيه الخالق بالمخلوق.

قال العلَّامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «(تكييف) لم ترد في الكتاب والسنة، ولكن ورد ما يدل على النهي عنها.

والتَّكْيِيف هو أن تذكر كيفيَّة الصفة، ولهذا تقول: كيَّفَ يُكَيِّفُ تَكْيِيفًا، أي: ذَكَرَ كيفية الصفة.

التَّكْيِيف يُسأل عنه بكيف، فإذا قلت مثلًا: كيف جاء زيد؟ تقول: راكبًا.

إذًا كيفت مجيئه. كيف لون السيارة. أبيض، فذكرت اللون.

أَهْل السُّنَّة والجَمَاعَة لا يكيِّفون صفات الله؛ مُستندين في ذلك

<<  <   >  >>