للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَهْل السُّنَّة والجَمَاعَة يتبرءون من الطريقتين:

الطريقة الأولى: التي هي تحريف اللفظ بتعطيل معناه الحقيقي المراد إلى معنى غير مراد.

والطريقة الثانية: هي طريقة أهل التفويض، فهم لا يفوضون المعنى كما يقول المفوِّضة، بل يقولون: نحن نقول: {بَلْ يَدَاهُ}، أي: يداه الحقيقيتان {مَبْسُوطَتَانِ}، وهما غير القوة والنعمة.

فعقيدة أَهْل السُّنَّة والجَمَاعَة بريئة من التَّحْرِيف ومن التَّعْطِيل» (١).

وأمَّا الفرق بين التحريف والتعطيل فقد بينه العلامة السِّعْدي بقوله: «التَّعْطِيل نفيٌ للمعنى الحق الذي دلَّ عليه الكتاب والسنة، والتَّحْرِيف: تفسير للنصوص بالمعاني الباطلة التي لا تدل عليها بوجه من الوجوه.

فالتَّحْرِيف والتَّعْطِيل قد يكونان متلازمَيْن إذا أُثبت المعنى الباطل ونفي المعنى الحق، وقد يوجد التَّعْطِيل بلا تحريف كما هو قول النافين للصفات الذين ينفون الصفات الواردة في الكتاب والسنة، ويقولون: ظاهرها غير مراد ولكنهم لا يعيِّنونَ معنًى آخرَ، ويسمُّون أنفسهم: مفوِّضة، ويظنون أن هذا مذهب السلف، وهو غلط فاحش؛ فإن السلف يثبتون الصفات، وإنما يفوِّضون علم كيفيتها إلى الله، فيقولون: الوصف المذكور معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، وإثباته واجب، والسؤال عن كيفيته بدعة، كما قال الإمام مالك وغيره في الاستواء» (٢).

وأمَّا التكييف والتمثيل:

فالتكييف: هو جعل الشيء على حقيقة مُعَيَّنة من غير أن يُقَيِّدها


(١) «شرح الواسطية» (ص ٧٢ - ٧٣).
(٢) «التنبيهات اللطيفة» (ص ١٧).

<<  <   >  >>