وأما التَّعْطِيل فهو في اللغة مأخوذ من العَطَل، وهو الخلو والفراغ.
والمعطِّلة: هم نفاة الصفات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «ولهذا كان السلف والأئمة يُسَمُّون نُفاة الصفات: معطلة؛ لأن حقيقة قولهم تعطيل ذات الله تعالى، وإن كانوا هم قد لا يعلمون أن قولَهم مستلزمٌ للتعطيل»(١).
وقال العلَّامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «والمراد بالتَّعْطِيل: إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء والصفات، سواءً كان كليًّا أو جزئيًّا، وسواء كان ذلك بتحريف أو بجحود، هذا كله يسمى تعطيلًا.
فأَهْل السُّنَّة والجَمَاعَة لا يعطِّلون أيَّ اسمٍ من أسماء الله، أو أي صفةٍ من صفاته، ولا يجحدونها، بل يقرون بها إقرارًا كاملًا.
فإن قلت: ما الفرق بين التَّعْطِيل والتَّحْرِيف؟
قلنا: التَّحْرِيف في الدليل، والتَّعْطِيل في المدلول فمثلًا:
إذا قال قائل: معنى قول تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[المائدة: ٦٤]، أي: بل قوَّتاه، هذا محرف للدليل ومعطل للمراد الصحيح؛ لأن المراد اليد الحقيقية، فقد عطَّل المعنى المراد، وأثبت معنًى غير المراد.
وإذا قال:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} لا أدري، أفوِّض الأمر إلى الله، لا أثبت اليد الحقيقية ولا اليد المحرف إليها اللفظ، نقول: هذا معطِّل، وليس بمحرِّف؛ لأنه لم يغير معنى اللفظ ولم يفسِّره بغير مراده، لكن عطَّل معناه الذي يراد به، وهو إثبات اليد لله -عز وجل-.